الإثنين, 3 نوفمبر 2025 11:39 AM

سوريا تعود إلى خريطة الإنترنت العالمية عبر محور بحري جديد في طرطوس

سوريا تعود إلى خريطة الإنترنت العالمية عبر محور بحري جديد في طرطوس

خطوة مهمة ترسم ملامح جديدة لقطاع الاتصالات في سوريا، حيث لم يعد توقيع اتفاقية إنزال أول كابل بحري دولي في ميناء طرطوس مجرد خبر، بل بداية لمرحلة جديدة تهدف إلى إعادة ربط سوريا بشبكة كابلات الإنترنت العالمية. يستعرض هذا التقرير أهمية هذا الربط للمواطنين والأهمية الاستراتيجية لموقع سوريا.

تمثل هذه الاتفاقية انطلاقة استراتيجية رقمية تضع سوريا على طريق التحول النوعي، وذلك من خلال إدخال كابل بحري يمتد بطول حوالي 8700 كيلومتر، يبدأ من البرتغال ويمر عبر موانئ متوسطية متعددة، وينتهي في ميناء طرطوس. هذا الربط المباشر سيوفر سعات كبيرة ويحسن جودة النقل ويقلل زمن الاستجابة، مما سينعكس إيجاباً على سرعات الإنترنت واستقرارها، بالإضافة إلى المرونة الكبيرة التي يمنحها المشروع في إدارة سعاتها الدولية من حزم البيانات.

عقود من السياسات السابقة حالت دون ربط سوريا مباشرة بشبكات الكابلات العالمية، حيث كانت حزم البيانات تمر عبر وسطاء إلى البوابة الدولية في طرطوس، مما رفع التكاليف وأضعف الكفاءة. كما أهملت صيانة وتحديث الكابلات البحرية، مما أدى إلى تدهور جودة الخدمة رغم ارتفاع أسعارها. تمثل هذه المبادرة تحولاً لإلغاء دور الوسطاء وتحسين جودة الخدمة.

أكد وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، السيد “عبد السلام هيكل”، أن هذه المشاريع الكبرى ستكتمل في غضون عام تقريباً، وهي تتكامل مع مشروع كبل ميدوسا، ومشروع سيلك لينك وما يتضمنه من أعمال تمديد البنية التحتية الضوئية وتوزيع سعاتها وربط المشغلين بها. وأضاف الوزير خلال توقيع الاتفاقية وزيارة موقع الإنزال برفقة شخصيات محلية، أن هذه المشاريع استغرقت وقتاً لدراستها والتخطيط لها واختيار الشريك المناسب لتنفيذها بشكل مرحلي، مؤكداً أن الاتفاق لتنفيذ مشروع سيلك لينك يمر بمراحله الأخيرة، ومتوقعاً توقيعه مع الشركة المنفذة خلال الأسابيع القادمة.

وضعت الوزارة برنامجاً تنفيذياً متعدد المراحل يهدف إلى إحداث تحسن ملحوظ لدى المواطنين خلال أسابيع، مع تفعيل الدفعات الأولية من السعات والتوسع التدريجي في توزيعها، وتنفيذ مشروعي سيلك لينك وبرق نت، وإتمام خطوط النقل الرئيسية وتنفيذ الشبكات المحلية، وسيبلغ التحول الملحوظ نطاقاً أوسع يصل ذروته مع توصيل الألياف الضوئية إلى المنازل.

يمنح الموقع الجغرافي لسورية قيمة هامة للعبور بين آسيا وأوروبا، لكن السياسات السابقة تجاهلت هذا العنصر الحيوي وعزلت البلاد عن العالم. إعادة تفعيل هذا الدور تفتح فرصاً اقتصادية كبيرة، تتمثل في خفض نفقات الاتصالات، وجذب استثمارات مراكز البيانات، وخلق بنى تحتية رقمية قادرة على استيعاب الحركة الدولية.

لا يقتصر مشروع إنزال الكبل البحري على تحديث البنية التحتية فحسب، بل يشكل بوابة لاستعادة سوريا لمكانتها على خارطة الاتصالات العالمية. يبقى النجاح النهائي مرهوناً بتسارع تنفيذ الشبكات الداخلية والتكامل مع المشاريع الوطنية لتحويل هذه الإمكانات إلى خدمات أسرع وفرص اقتصادية مستدامة للمجتمع والدولة.

(اخبار سوريا الوطن 1-دائرة الاعلام في وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات )

مشاركة المقال: