الأحد, 2 نوفمبر 2025 08:54 PM

نادي تشرين يواجه فراغًا إداريًا وتحديات في الموسم الجديد

نادي تشرين يواجه فراغًا إداريًا وتحديات في الموسم الجديد

يعيش نادي تشرين حالة من الفراغ الإداري منذ نهاية الموسم الماضي، وفقًا لما ذكرته عنب بلدي نقلاً عن أحمد نحلوس. يعتبر النادي الوحيد في الدوري السوري الممتاز الذي يمر بهذه الظروف حتى الآن، حيث يستعد للموسم الكروي 2025-2026 وسط حالة من عدم اليقين بشأن الجهة التي ستقود النادي في المرحلة المقبلة وتحدياتها.

بدأ الفراغ الإداري في تشرين مع نهاية الدوري الكروي الماضي في أواخر حزيران، بعد استقالة مجلس الإدارة السابق الذي كان يضم سامر كلية رئيسًا، والأعضاء أحمد سيدة، وعبد الرزاق سواس، وسومر خوري، وكرام سلطان.

أسباب التأخير

أوضح مدير الرياضة والشباب في محافظة اللاذقية، صلاح كراوي، لعنب بلدي أسباب تأخر تشكيل مجلس إدارة جديد لنادي تشرين. وأشار إلى جهود للتنسيق مع كوادر النادي للبحث عن مجموعة قادرة ماديًا على تحمل صعوبات المرحلة المقبلة، مضيفًا أن ذلك استغرق وقتًا طويلاً بسبب ابتعاد العديد من الداعمين نتيجة للظروف المادية الصعبة في سوريا.

أكد كراوي رفضه لتشكيل إدارة دون الرجوع إلى كوادر نادي تشرين، حرصًا على نجاح العمل، حتى لو تسبب ذلك في تأخير تشكيل المجلس الإداري الجديد. وكشف عن قرب تشكيل إدارة جديدة لتشرين مكونة من خمسة أشخاص، على أن تبدأ مهامها في الأسبوع المقبل، لتكون جاهزة لتحمل العبء المادي للنادي في الموسم المقبل بمختلف الفئات والألعاب.

يدير الكابتن عبد القادر كردغلي النادي فنيًا حاليًا، بصفته مدير الكرة في تشرين، ويشرف على التعاقدات وتجهيز الفريق بالتعاون مع كادره التدريبي بقيادة محمد اليوسف، فيما تتولى مجموعة من محبي تشرين، تضم إبراهيم شريقي وإياد باجيكو وبرهان شيخ يوسف، الشق المالي والإداري، بحسب كراوي.

نفى كراوي وجود أي قرار لتغيير اسم النادي، حيث تنتشر إشاعات عن استبدال الاسم التاريخي السابق “القادسية” بالاسم الحالي. كما نفى الأنباء المتداولة عن ترؤس عضو الإدارة السابق رامي سقور المجلس الإداري الجديد، بسبب ظروف عمله الحالية، مشيدًا بدعمه للفريق الكروي خلال المرحلة الحالية.

أعرب كراوي عن رضاه عن وضع النادي الحالي، خاصة مع ما اعتبره “إنجازًا على مستوى سوريا” بتشكيل فريق كروي مرشح للمنافسة على اللقب بأقل الإمكانيات المتاحة، مؤكدًا عزم الإدارة المقبلة على دعم الفريق فنيًا عبر إجراء بعض التعاقدات الإضافية.

أشار كراوي إلى أن ضعف الاستثمارات في أندية اللاذقية هو أبرز صعوبة تواجهها مديرية الرياضة والشباب، لأن المال هو أساس أي إدارة تريد تولي قيادة أي نادٍ في المحافظة. ولفت إلى أن ناديي حطين وتشرين كانا يتلقيان دعمًا ماديًا قبل سقوط النظام السابق عبر المال المكتسب بشكل غير مشروع، بفعل الفساد المستشري خلال حكم النظام، والذي زال مع زواله، لتواجه المديرية صعوبة في سد هذا الفراغ بالدعم، خاصة مع الوضع المادي العام السائد.

يرى كراوي أن هناك “محاولة لإفشال أندية اللاذقية بعد سقوط النظام، عبر جهات متضررة من الانتصار”، مبينًا أن تلك الجهات قررت الابتعاد عن المشهد، متوقعة فشل الإدارة الرياضية في التعامل مع الواقع الجديد، لكن “توقعاتها خابت في النهاية”.

الحل في الخصخصة

يعتقد عادل جوني، نجم الكرة التشرينية في التسعينيات وأحد أبطال النجمة الثانية، أن الحل النهائي لمشكلة نادي تشرين الإدارية والمادية، ولعموم مشكلات أندية سوريا، يكمن في خصخصة تلك الأندية وتحولها لتدار من قبل القطاع الخاص.

قال جوني لعنب بلدي إن فريق تشرين بشكله الحالي جيد جدًا، وينقصه فقط لاعب ظهير أيمن ليستكمل أركان المنافسة على اللقب، خاصة مع عشق النادي للبطولات، والسعي لها حتى بأقل الإمكانيات. ولا يرى جوني تأثيرًا لإعداد وتجهيز الفريق من قبل جهات مختلفة عن الإدارة القادمة، التي ستكمل ما بدأه القائمون حاليًا على النادي دون مشكلات، معتبرًا أن تشرين لو انتظر ولادة إدارة جديدة، لما كان هنالك وجود لفريق جاهز للدوري أصلًا.

رغم الظروف الصعبة، نجح نادي تشرين في ضم مجموعة من اللاعبين المميزين لفريقه الكروي الأول، كالحارس ويليام غنام، والمدافع أحمد الشمالي، ولاعبي الوسط ماهر دعبول وسعيد البرو، والمهاجم صياح النعيم. وجدد تشرين عقود أبرز أركان فريقه السابق، مثل المدافع حسن أبو زينب، والظهير نديم صباغ، والجناح أحمد بيريش، إضافة إلى استعادة المهاجم وابن النادي مصطفى شيخ يوسف إلى صفوفه.

يقود الفريق المدرب محمد اليوسف، أحد نجوم اللقب الثاني في تاريخ تشرين، ويساعده معتز كيلوني وكنان ديب، فيما يشرف الحارس التاريخي لمنتخب سوريا مالك شكوحي على تدريب الحراس.

بطولات وألقاب

ذاق البحارة حلاوة التتويج بلقب الدوري الكروي خمس مرات ابتداء من موسم 1981-1982، وصولًا إلى موسم 1996-1997، وانتهاء بالثلاثية التاريخية المتتالية ما بين عامي 2020 و2022، وختامًا مع كأس الجمهورية نسخة 2023. وتُوّج تشرين بالثلاثية التاريخية إبان عهد رئيس ناديه الراحل طارق زيني، الذي قضى بحادث سيارة مطلع أيلول 2022، ليتعرض النادي بعدها لفترة من عدم الاستقرار الإداري.

تناوب على رئاسة نادي تشرين منذ ذلك الحين كل من: ذو الفقار عباس، أمير اسماعيل، مهدي طارق زينيبدور، سعيد غريب، سامر كلية، مكتفيًا خلال تلك الفترة بلقب وحيد في كأس سوريا عام 2023. واحتل تشرين المركز الثامن في نسخة الدوري السوري الكروي 2025-2026، برصيد 11 نقطة، ليكون بذلك أسوأ مواسمه منذ موسم 2015-2016، حيث لم يغب بعدها عن المربع الذهبي (التوب 4) في المسابقة المحلية.

مشاركة المقال: