أطلق رئيس الأساقفة السرياني الكاثوليكي في حمص وحماة والنبك، جاك مراد، تحذيراً شديد اللهجة بشأن مستقبل الوجود المسيحي في سوريا، مؤكداً أنه "يموت ببطء". وأرجع مراد هذا التدهور إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية الخانقة التي دفعت الآلاف من المسيحيين إلى الهجرة بحثاً عن حياة أفضل.
وفي تصريحات صحفية أدلى بها من روما، لفت مراد إلى أن أعداد المسيحيين في سوريا انخفضت بشكل كبير من أكثر من مليوني شخص في عام 2011 إلى حوالي 540 ألف شخص في عام 2024. وشدد على أن الأزمة تتجاوز الكنيسة، معتبراً إياها نتاجاً لـ"الوضع السياسي والاقتصادي الكارثي" الذي تعيشه البلاد.
وأكد مراد أن وقف نزيف الهجرة لن يتحقق إلا من خلال إرساء نظام سياسي وأمني واضح المعالم، قادر على استعادة ثقة السوريين بمستقبلهم في وطنهم. وحذر من أن سوريا تسير على خطى "نموذج أفغانستان"، مع ما يحمله ذلك من تبعات وخيمة.
وأشار إلى أن السوريين يفتقرون إلى الحرية الدينية والسياسية، داعياً إلى اتخاذ خطوات جادة لإنهاء العنف وتحقيق العدالة، بعد عقود من القطيعة بين الدولة والشعب. كما أعرب عن قلقه البالغ إزاء احتمال التنازل عن الجولان في إطار صفقة سلام مع إسرائيل، محذراً من آثار كارثية على سكان دمشق.