الثلاثاء, 4 نوفمبر 2025 04:55 AM

زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن: تحول استراتيجي يعيد رسم خريطة المنطقة

زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن: تحول استراتيجي يعيد رسم خريطة المنطقة

أكد المحلل السياسي عصمت العبسي أن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن ولقاءه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في العاشر من الشهر الحالي، تمثل منعطفاً هاماً واستثنائياً في العلاقات السورية–الأميركية. وأشار إلى أن هذه الزيارة تحمل أبعاداً سياسية واقتصادية واستراتيجية تجعلها علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وتشير إلى بداية مرحلة جديدة في تموضع سوريا إقليمياً ودولياً.

وفي تصريح لـ”الوطن”، أوضح العبسي أن الزيارة، بكونها الأولى لرئيس سوري إلى البيت الأبيض، تعكس اعترافاً أميركياً بشرعية الحكومة السورية الجديدة بعد التحول السياسي الذي أعقب الثورة السورية وسقوط النظام السابق. كما أنها تمثل إشادة بنجاح دمشق في الانتقال من العزلة إلى الانخراط في النظام الدولي.

وأضاف العبسي أن دخول الرئيس السوري إلى البيت الأبيض يحمل دلالات مهمة تتعلق بموقع سوريا في الأمن الإقليمي. وقد أشار الرئيس الأميركي إلى ذلك بقوله: "الرئيس السوري قد يأتي للبيت الأبيض وهو يعمل بجد، ورفعنا العقوبات عن سوريا من أجل منحها فرصة". وهذا يعكس تحولاً في المقاربة الأميركية تجاه دمشق، من الضغط والعقوبات إلى الحوار والتعاون المشروط بالمصالح المتبادلة.

وبيّن المحلل السياسي أن الزيارة تتناول ملفات حساسة مثل الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب السوري والمفاوضات مع “قسد”، إضافة إلى الوضع في السويداء. وأشار إلى أن التحركات الأميركية الأخيرة، بما فيها إعلان نية سوريا الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، تدل على تحول في موقع دمشق إلى شريك أمني في مكافحة الإرهاب.

ورأى العبسي أن المفاوضات الأمنية مع إسرائيل، برعاية أميركية، قد تؤدي إلى تفاهمات أمنية جديدة تحد من التوغلات الإسرائيلية وتؤسس للاستقرار، مما يسمح لدمشق بالتركيز على إعادة الإعمار والتنمية. وأضاف أن التفاهم الأميركي السوري سيعزز موقف دمشق في حوارها مع “قسد” ويغير قواعد التفاوض، ويضع الأخيرة أمام مراجعة لمواقفها السابقة تجاه اتفاق العاشر من آذار، مما يعيد تشكيل ميزان القوى في شرق الفرات.

وأوضح العبسي أن الزيارة تحمل مؤشرات على إمكانية رفع تدريجي للعقوبات الأميركية، وفي مقدمتها “قانون قيصر”، مما يفتح الباب أمام عودة سوريا إلى النظام المالي العالمي واستقطاب الاستثمارات، وبالتالي تعزيز التعافي الاقتصادي والتنمية المستدامة.

وختم العبسي بأن نجاح زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن سيمثل بداية مرحلة جديدة من الاستقرار والانفتاح والتنمية، مع الحفاظ على السيادة والثوابت الوطنية، وسيعيد لسوريا دورها المركزي في المنطقة.

مشاركة المقال: