الخميس, 6 نوفمبر 2025 01:36 PM

ألمانيا تدعو إلى دعم السوريين لإعادة إعمار بلادهم وتثير جدلاً حول اللاجئين

ألمانيا تدعو إلى دعم السوريين لإعادة إعمار بلادهم وتثير جدلاً حول اللاجئين

دعا وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، إلى تمكين السوريين من إعادة بناء بلدهم، مؤكدًا استعداد برلين لتقديم الدعم اللازم لتحقيق ذلك. وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النيجيري، يوسف توغار، في برلين، نقلت وكالة “الأناضول” التركية تفاصيله اليوم الأربعاء 5 من تشرين الثاني، صرح فاديفول بأن “السوريين يجب أن يبنوا بلدهم بأنفسهم، وهم بحاجة إلى مساعدتنا في هذا الصدد، وهذا ما أعمل عليه حاليًا”.

وأضاف أن الهدف الأساسي للحكومة الألمانية هو ضمان عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، موضحًا عدم وجود أي خلافات بينه وبين المستشار، فريدرش ميرتس، حول هذا التوجه. وأكد الوزير الألماني سعيه لتهيئة الظروف المشجعة لعودة مزيد من السوريين طوعًا، قائلاً: “يجب أن نشجع السوريين على العودة الطوعية ومنحهم فرصة المشاركة في إعادة بناء وطنهم”.

وكشف فاديفول عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى برلين، في إشارة إلى استمرار التواصل بين الجانبين حول ملفات اللاجئين وإعادة الإعمار. وأشار إلى أن مدينة حلب تُعدّ “الأكثر تضررًا من الحرب في سوريا”، لافتًا إلى تعرضها لقصف مشترك من روسيا وإيران والنظام السابق.

أثار وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، جدلًا واسعًا داخل حزبه، “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” (CDU)، بعد أن أعرب عن شكوك بشأن إعادة المواطنين السوريين إلى سوريا خلال زيارته إلى مدينة حرستا بريف دمشق في 30 من تشرين الأول الماضي. وقال فاديفول بعد معاينة الدمار في المنطقة، إنه لم يشهد شخصيًا من قبل مثل هذا القدر من الدمار، و“من الصعب على الناس العيش بكرامة هنا”. وأضاف خلال الزيارة، إنه “من الممكن إعادة السوريين إلى وطنهم بشكل محدود جدًا في الوقت الحالي، لأن الكثير من البنية التحتية في البلاد قد دُمّرت”، مشيرًا إلى حجم الدمار الناجم عن الحرب في سوريا منذ 2011.

أثارت تصريحات الوزير انتقادات من عدد من قيادات الحزب، من بينهم غونتر كرينغز، نائب زعيم الكتلة البرلمانية لـ”الاتحاد المسيحي الديمقراطي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي”، الذي طالب بترحيل جميع السوريين المطلوبين لمغادرة البلاد، واصفًا حجة فاديفول بأن سوريا دُمرت بالحرب بأنها “غير مناسبة تمامًا”، وأضاف كرينغز “من يعيد بناء البلد المدمّر إذا لم يكن مواطنوه؟”.

من جهته، قال مارتن هوبر، الأمين العام لـ”الحزب الاجتماعي المسيحي” (CSU)، في مقابلة مع صحيفة “بيلد”، إن الحرب في سوريا انتهت، ما يشكل سببًا للتفاؤل، وقال إن ألمانيا استقبلت وحمت ملايين السوريين خلال سنوات النزاع. وأضاف هوبر أن الأشخاص الذين لم يعودوا بحاجة للجوء يجب أن يعودوا إلى بلادهم، موضحًا أن المرحلة الحالية تتطلب العمل على استقرار سوريا وإعادة تأهيل البنية التحتية، بما في ذلك المساكن والخدمات الأساسية. وأكد أن السوريين أنفسهم هم الأقدر على إعادة بناء بلدهم، وأن الأشخاص الذين لا يملكون أسبابًا للجوء يجب أن يعودوا إلى وطنهم. وشدد هوبر على أن المجرمين والأشخاص الذين انتهت صلاحية إقاماتهم يجب ترحيلهم إلى سوريا، مع التأكيد على أن الحكومة الألمانية تعمل بجد على تنفيذ ذلك. وأشار إلى أن هذا الهدف منصوص عليه في اتفاقية “الائتلاف الحاكم” (وهي اتفاقية نصّت على تنفيذ ترحيل المجرمين والمهددين للأمن العام إلى سوريا)، فيما دعا مارتن هوبر، الأمين العام للحزب، إلى وضع “استراتيجية عودة للسوريين” بعد انتهاء الحرب.

وجه المستشار الألماني، فريدرش ميرتس، دعوة إلى الرئيس السوري، أحمد الشرع، لزيارة ألمانيا، لبحث ملف ترحيل السوريين من أصحاب السجلات الجنائية، وفق ما نقلت وكالة “رويترز” في 3 من تشرين الثاني. المستشار الألماني قال إنه دعا الرئيس السوري لزيارة ألمانيا لمناقشة ترحيل المواطنين السوريين الذين لديهم سجلات جنائية في ألمانيا. وأضاف للصحفيين “سنواصل بالطبع ترحيل المجرمين إلى سوريا، هذا هو المخطط، وسنننفذ ذلك الآن بطريقة عملية جدًا”. وأشار ميرتس إلى أن ألمانيا تسعى أيضًا للمساعدة في استقرار سوريا، مضيفًا أنه يعتزم مناقشة مع الشرع كيف يمكن التعاون من أجل هذه الملفات. وقال ميرتس، “سأقولها مرة أخرى، الحرب في سوريا انتهت، ولم يعد هناك الآن أي أسباب للجوء في ألمانيا”.

وزير الداخلية الألماني، ألكسندر دوبريندت، جدد نيته ترحيل اللاجئين إلى سوريا، وقال متحدث باسم الوزارة، دون الكشف عن هويته، لشبكة “RND” الإعلامية، “اتفقت الحكومة الفيدرالية في اتفاقية الائتلاف على تنفيذ عمليات الترحيل إلى سوريا، بدءًا بالمجرمين”. وأضاف المتحدث، في 3 من تشرين الثاني، أن “وزارة الداخلية الفيدرالية تعمل حاليًا على اتفاق مع سوريا لتسهيل عمليات الترحيل”. وكان الوزير دوبريندت، أعلن نية الحكومة الألمانية إعادة النظر في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، تمهيدًا لترحيل من رُفضت طلباتهم، وستبدأ بإعطاء الأولوية لإعادة النظر بطلبات اللجوء المرفوضة للشباب السوريين القادرين على العمل، وفق ما نقلته صحيفة “بيلد” الألمانية في 12 من تشرين الأول الماضي. وأضاف الوزير أن السلطات ستسحب حق اللجوء من السوريين الذين عادوا إلى بلادهم بعد حصولهم على الحماية في ألمانيا، معتبرًا أن هذه العودة دليل على “زوال أسباب اللجوء”.

مشاركة المقال: