أكد الدكتور أحمد زيدان، مستشار رئاسة الجمهورية للشؤون الإعلامية، أن الزيارة المرتقبة للرئيس الشرع إلى واشنطن ولقاءه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمثل حدثاً تاريخياً، باعتبارها أول زيارة رسمية لرئيس سوري إلى البيت الأبيض. وأضاف أنها خطوة هامة نحو إرساء مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين، مما يسهم في تخفيف المعاناة عن الشعب السوري.
وفي مقابلة مع قناة العربية، أوضح زيدان أن سوريا تنطلق اليوم من نهج يعتمد على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في علاقاتها مع مختلف الدول، وتسعى لتعزيز الاستقرار والأمن داخلياً وإقليمياً، دون الانخراط في أي محاور أو تحالفات.
وأشار زيدان إلى أن زيارة الرئيس الشرع تأتي في سياق الانفتاح الدبلوماسي السوري الذي بدأ منذ انتصار الثامن من كانون الأول، والذي أعاد لسوريا مكانتها الطبيعية على الساحة الدولية. ونوه باللقاءات التي جمعت الرئيس الشرع خلال الفترة الماضية مع عدد كبير من قادة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، لافتاً إلى أن الزيارات المقبلة ستشمل الصين وأمريكا اللاتينية.
كما بين زيدان أن الزيارة المرتقبة إلى واشنطن ستتناول عدة ملفات، في مقدمتها رفع العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر، والدور المنتظر من إدارة الرئيس ترامب في دعم هذا المسار، بالإضافة إلى مناقشة ملفات العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وأشار إلى أن الكونغرس الأمريكي يناقش حالياً الصيغة النهائية للتشريعات المتعلقة بالعقوبات تمهيداً لعرضها على مجلس الأمن.
وأكد مستشار رئاسة الجمهورية للشؤون الإعلامية أن الانفتاح السوري على العالم يمثل صفحة جديدة في العلاقات الدولية بعد سنوات من العزلة المفروضة، مشدداً على أن زيارة الرئيس الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني إلى واشنطن يومي العاشر والحادي عشر من الشهر الجاري تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية ورفع المعاناة عن الشعب السوري.
وقال زيدان: "إن الدعم العربي والخليجي، ولا سيما من المملكة العربية السعودية وسمو الأمير محمد بن سلمان، أسهم بشكل كبير في إقناع الولايات المتحدة بضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا"، مثمناً دور الأردن وقطر والإمارات وتركيا في دعم هذا التوجه العربي الموحد.
وأشار زيدان إلى أن العلاقات السورية الأمريكية تواجه تحديات عدة، من بينها الموقف الإسرائيلي الساعي إلى عرقلة أي تقارب عبر الاعتداءات العسكرية واستغلال ملفات أخرى، مؤكداً أن الدبلوماسية السورية تعاملت مع ذلك بصبر استراتيجي وحكمة سياسية عالية، رغم الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي السورية.