فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على ثلاثة أشخاص مرتبطين بـ"حزب الله" اللبناني، من بينهم مواطن سوري وآخران يحملان الجنسية اللبنانية.
أفاد بيان صادر عن الخزانة الأمريكية، اليوم الخميس 6 تشرين الثاني، بأن هذه الإجراءات تهدف إلى دعم نزع سلاح "حزب الله" من خلال معاقبة الأفراد الذين سهلوا تحويل عشرات الملايين من الدولارات من إيران إلى "حزب الله" خلال العام الجاري.
وذكر البيان أن الأفراد الذين تم فرض العقوبات عليهم استغلوا شركات الصرافة للاستفادة من الطبيعة النقدية للاقتصاد اللبناني. وأشارت إلى أن "حزب الله" يستخدم هذه الأموال لدعم قواته شبه العسكرية وإعادة بناء بنيته التحتية "الإرهابية" ومقاومة جهود الحكومة اللبنانية الرامية إلى بسط سيادتها الكاملة، على حد تعبيرها.
وأضافت أن استغلال "حزب الله" لشركات الصرافة والاقتصاد النقدي لغسل الأموال "غير المشروعة" يهدد ما وصفته بنزاهة النظام المالي اللبناني من خلال "خلط تمويل الإرهاب بالتجارة المشروعة".
صرح وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، جون ك. هيرلي، بأن أمام لبنان فرصة ليكون حرًا ومزدهرًا وآمنًا، مؤكدًا في الوقت نفسه أن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تم نزع سلاح "حزب الله" بالكامل وقطع ارتباطه بتمويل وسيطرة إيران. وأضاف: "سنعمل مع شركائنا اللبنانيين لبناء اقتصاد مرن يضع مصالح جميع المواطنين اللبنانيين في المقام الأول".
بينهم سوري
استهدفت القائمة الجديدة ثلاثة أشخاص يحملون صفات اقتصادية، أحدهم سوري الجنسية، وهو سامر كسبار، المدير في شركة "حقول سال" "Hokoul SAL Offshore"، وهي إحدى الشركات الواجهة لـ"حزب الله" والتي سبق أن فرضت عليها عقوبات أمريكية. وذكرت الوزارة أن كسبار يتعاون بانتظام مع أعضاء فريق التمويل في "حزب الله" في الصفقات التجارية. ووفقًا لموقع "من هم"، فإن كسبار هو أيضًا نائب رئيس مجلس إدارة "الشركة العالمية الأولى للاستثمارات المالية"، كما تقدم باستقالته من عضوية مجلس "بنك سورية والخليج" في آذار الماضي.
وبحسب بيان الخزانة الأمريكية، فإن كسبار هو نائب رجل الأعمال السوري يسار حسين إبراهيم، المصنف من قبل الولايات المتحدة على قوائم العقوبات والمقرب من الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. كسبار سوري الجنسية ويقيم في الإمارات وهو من مواليد عام 1972.
صديق يسار إبراهيم
كما فرضت الخزانة عقوبات على محمد جعفر بن محمد قصير، الذي قتل في ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية في لبنان العام الماضي. يتولى قصير إدارة فريق التمويل في "حزب الله" بالإضافة إلى محفظته الاقتصادية المولدة للإيرادات، وفقًا للخزانة الأمريكية. وفي منتصف عام 2025، عمل مع شقيقه علي قصير، وهو أيضًا ضمن لائحة عقوبات سابقة، على استعادة السفينة "أرمان 114"، وهي ناقلة نفط محظورة أمريكيًا (كانت تعرف سابقًا بـ"Adrian Darya 1") وصادرتها السلطات الإندونيسية عام 2023. يملك محمد جعفر قصير علاقة تعاون وثيقة مع يسار إبراهيم، وعملا معًا على بيع النفط والغاز ومنتجات الطاقة الإيرانية الأخرى لصالح "حزب الله". وفي أوائل عام 2025، عرض إبراهيم الاجتماع مع قصير لتنسيق صفقة تجارية يحضرها هو شخصيًا أو نائبه سامر كسبار. قصير هو لبناني من مواليد عام 1990.
صراف لصالح الحزب
فرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على أسامة جابر، وقالت إنه عضو في "حزب الله" ويدعمه في مجال الصرافة، ومباشرة مع صرافين وشركات صرافة لبنانية، ويتولى شخصيًا جمع الأموال لصالح حزب الله. ما بين شهر أيلول 2024 وشباط الماضي، جمع جابر أو حوّل عشرات الملايين من الدولارات من خلال عدد من الصرافين وشركات الصرافة، بعضها مملوك أو مرتبط بأعضاء في "حزب الله". وجابر هو من مواليد عام 1972 من منطقة النبطية في الجنوب اللبناني، أحد أهم معاقل "حزب الله".
وسبق أن فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على كيانات وأفراد بتهمة تأمين الأموال لـ"حزب الله" المدعوم من إيران. ويعتبر الحزب أقوى الجماعات العسكرية التي تدعمها إيران في المنطقة، ولكن خطوط إمداده إلى إيران عبر سوريا انقطعت بعد الإطاحة بالأسد في 8 من كانون الأول 2024.
لبنان.. "حزب الله": قرار الحكومة بحصر السلاح "خطيئة"