دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، سوريا للانضمام إلى "التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة"، وذلك خلال لقائه الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، على هامش قمة المناخ المنعقدة في مدينة بيليم البرازيلية.
وقال ماكرون في تصريحات للصحفيين، الجمعة 7 من تشرين الثاني، إن "الحرب على الإرهاب تبقى أولوية أمنية لفرنسا"، مضيفًا: "لم ننسَ أن هجمات باريس عام 2015 جرى التخطيط لها في سوريا، لذلك فالأمر يتعلق أيضًا بأمن الفرنسيين".
وأشار ماكرون إلى أن قرار مجلس الأمن برفع اسم الشرع ووزير الداخلية السوري من قائمة العقوبات، يؤكد "صحة الاستراتيجية التي انتهجتها فرنسا منذ البداية بالتعاون مع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا"، لافتًا إلى أن بلاده تعمل مع دمشق على "استعادة وحدة الأراضي السورية، ومكافحة الجماعات الإرهابية وإنتاج المخدرات، إضافة إلى تسهيل عودة اللاجئين".
وأكد الرئيس الفرنسي أن باريس ترى في التعاون مع الحكومة السورية الجديدة "ضرورة لتعزيز الأمن الإقليمي"، في ظل مرحلة الانفتاح التي تشهدها البلاد بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في كانون الأول 2024. كما رحب بقرار مجلس الأمن الدولي رفع العقوبات عن الرئيس السوري، أحمد الشرع، معتبرًا أن الخطوة "رمزية ومهمة" قبل الزيارة المرتقبة للشرع إلى البيت الأبيض الاثنين المقبل.
زيارة مرتقبة إلى واشنطن للانضمام
يلتقي الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض الاثنين المقبل 10 من تشرين الثاني الحالي. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفات، في إحاطتها الصحفية، في 4 من تشرين الثاني، إن الرئيس ترامب سيلتقي الرئيس السوري في البيت الأبيض، الاثنين المقبل.
وذكر المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، لموقع "أكسيوس"، في 1 من تشرين الثاني الحالي، أن هذه ستكون أول زيارة على الإطلاق يقوم بها رئيس سوري إلى البيت الأبيض، وخطوة رئيسة أخرى في إعادة بناء العلاقات الأمريكية السورية. ومن المنتظر أن يوقع الرئيس الشرع على اتفاقية الانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم، خلال زيارته.
عمليات مشتركة بين سوريا والتحالف
أعلنت وزارة الداخلية السورية تفكيك خلية تابعة لتنظيم "الدولة"، في منطقة معضمية القلمون شمالي محافظة ريف دمشق. وقالت الوزارة عبر صفحتها الرسمية على منصة "فيسبوك"، في 19 من تشرين الأول الماضي، إن العملية أسفرت عن تفكيك الخلية المؤلفة من ثلاثة أشخاص، مشيرة إلى تحييد العنصر الأول في أثناء محاولته تفجير حزام ناسف، بينما توفي الثاني متأثرًا بجروحه، وتم إلقاء القبض على العنصر الثالث.
وأوضحت أن العملية تمت بالتعاون بين جهاز الاستخبارات العامة، وقيادة الأمن الداخلي في ريف دمشق، بعد متابعة دقيقة لتحركات الخلية بالريف الشمالي من محافظة ريف دمشق. وبالرغم من أن وزارة الداخلية لم تذكر تفاصيل عن مشاركة التحالف الدولي في العملية، فإن تشارلز ليستر، مدير مبادرة سوريا في معهد "الشرق الأوسط"، قال عبر منصة "إكس"، إن التحالف الدولي قام بعملية إنزال لأول مرة في مدينة الضمير بريف دمشق، أسفرت عن اعتقال أحمد عبد الله المسعود البدري البالغ من العمر 47 عامًا.
وأضاف أن البدري يعتبر أحد المنتسبين إلى تنظيم "الدولة"، وكان مختفيًا في البادية السورية طوال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أنه عاد إلى منطقة الضمير بعد سقوط نظام الأسد. وفي 25 من تموز الماضي، نفذت القوات الأمريكية عملية ضد تنظيم "الدولة" في مدينة الباب بريف حلب، أسفرت عن مقتل عدد من عناصر التنظيم.
وذكرت القيادة المركزية الأمريكية عبر "إكس" أنها نفذت غارة في مدينة الباب بمحافظة حلب، أسفرت عن مقتل القيادي البارز في تنظيم "الدولة" ضياء زوبع مصلح الحرداني، وابنيه العضوين في التنظيم عبد الله ضياء الحرداني وعبد الرحمن ضياء الحرداني. وشكّل هؤلاء العناصر تهديدًا للقوات الأمريكية وقوات التحالف، وكذلك للحكومة السورية الجديدة، وفق القيادة الأمريكية.
وقال مراسل عنب بلدي في حلب نقلًا عن مصادر محلية متقاطعة إن الحكومة السورية نفذت بالمشاركة مع قوات التحالف الدولي أول عملية ضد تنظيم "الدولة" في مدينة الباب بريف حلب الشرقي. وفي 20 من آب الماضي، نفذت قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" عملية إنزال جوي مشتركة مع القوات الحكومية في منطقة أطمة بريف إدلب شمال غربي سوريا. وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب أن العملية الأمنية استمرت نحو ساعتين، وأسفرت عن مقتل قيادي في تنظيم "الدولة" يحمل الجنسية العراقية. كما اعتُقل خمسة أشخاص خلال العملية، وسُلّموا إلى قوى الأمن الداخلي في أطمة.