السبت, 8 نوفمبر 2025 03:01 AM

رئيس نادي الجلاء يكشف عن خطة طموحة لاستعادة أمجاد النادي في الرياضة السورية

رئيس نادي الجلاء يكشف عن خطة طموحة لاستعادة أمجاد النادي في الرياضة السورية

أعلن بشار عزار، رئيس نادي الجلاء الرياضي، عن دخول النادي مرحلة جديدة من التطوير الشامل بعد سنوات من التحديات. وأكد أن الإدارة تعمل وفق خطة متكاملة لإعادة بناء النادي واستعادة مكانته التاريخية المرموقة في الرياضة السورية.

وأوضح عزار لموقع سوريا 24 أن المرحلة الحالية تشهد تنظيمًا إداريًا وفنيًا متجددًا، بالإضافة إلى تعزيز القاعدة الاستثمارية لضمان استدامة الموارد واستمرار النشاط الرياضي. وأشار إلى أن نادي الجلاء، الذي تأسس قبل أكثر من 75 عامًا، يعتبر من أبرز المؤسسات الرياضية في سوريا، ولعب دورًا هامًا في ترسيخ ثقافة الرياضة، وخاصة كرة السلة التي سيطر النادي على قمتها لما يقارب ثلاثة عقود.

وفيما يتعلق بالجانب الفني، أكد عزار أن نادي الجلاء قدّم على مر تاريخه نخبة من اللاعبين الذين مثلوا سوريا في المحافل العربية والدولية، وكان دائمًا مدرسة للبطولة والانضباط الرياضي. وأشار إلى أن الإدارة الحالية تولي اهتمامًا خاصًا بالفئات العمرية الصغيرة، انطلاقًا من إيمانها بأن الاستثمار في المواهب هو أساس بناء مستقبل النادي. وأضاف: "أعدنا خلال العام الماضي افتتاح المدرسة الصيفية، وشارك فيها أكثر من 3500 طفل وطفلة تحت إشراف مدربين متخصصين، بهدف إعداد جيل جديد مؤهل فنيًا وبدنيًا."

وفي سياق تطوير الكوادر الرياضية، أوضح عزار أن النادي اعتمد خطة تدريبية جديدة تتضمن التعاون الدوري مع مدربين أجانب لتأهيل الكوادر الوطنية ورفع مستوى الأداء الفني في جميع الفئات. وأشار إلى أن الهدف من هذه الخطة هو إرساء قاعدة تدريب احترافية تضمن استمرارية النجاح والتميز في مختلف الألعاب.

وبالانتقال إلى التنوع الرياضي، أكد رئيس النادي أن أنشطة الجلاء لا تقتصر على كرة السلة فقط، بل تشمل رياضات أخرى مثل السباحة، الشطرنج، والرماية. وأوضح أن الإدارة وضعت خطة لإعادة إحياء قسم الرماية بالتنسيق مع الجهات المعنية في دمشق، مشيرًا إلى أن هذا التنوع يعكس رؤية النادي في خدمة جميع الفئات والاهتمامات الرياضية. كما شدد على أن النادي يسعى من خلال ذلك إلى تعزيز دوره المجتمعي وترسيخ قيم الرياضة والانتماء في المجتمع الحلبي والسوري عمومًا.

وفي الجانب الاستثماري، تحدث عزار عن أهمية الاستثمار كركيزة رئيسية في تمويل نشاطات النادي، مبينًا أن الإدارة تعمل حاليًا على إعادة طرح المنشأة السياحية للنادي للاستثمار عبر مزاد علني بإشراف وزارة الرياضة. وأوضح أن المنشأة تضم مطعمًا ومسبحًا وصالات متعددة تتسع لأكثر من ألفي شخص، وستكون من أهم المشاريع الداعمة للنادي في المرحلة المقبلة. كما أعلن عن توقيع عقد جديد مع شركة دمشقية لإدارة سلسلة مطاعم "أبو الزروف" لافتتاح فرع جديد داخل منشأة الجلاء، بقيمة استثمارية سنوية تبلغ 30 ألف دولار، إضافة إلى نسبة مخصصة لدعم النشاط الرياضي، معتبراً أن هذا التعاون نموذجًا ناجحًا للشراكة بين القطاعين الرياضي والخاص في سوريا.

أما فيما يخص الفريق الأول لكرة السلة، فأكد عزار أن النادي شارك مؤخرًا في بطولة قوية شكلت محطة تحضيرية مهمة للدوري الممتاز، ونجح في الوصول إلى المربع الذهبي، وهو ما يُعد مؤشرًا إيجابيًا على تطور الأداء الفني للفريق. وأضاف: "نعمل حاليًا على استكمال الصفوف بالتعاقد مع لاعبين محليين وأجانب وفق الأنظمة الجديدة، لضمان توازن الفريق واستمراريته في المنافسة على المراكز المتقدمة".

وفي حديثه عن العلاقة مع الجهات الرسمية، أشار رئيس النادي إلى وجود تعاون مباشر ومثمر مع وزارة الرياضة، موضحًا أن الوزارة بدأت في تطبيق أسلوب عمل ميداني حديث يعتمد على الشفافية وسرعة الإنجاز. وقال: "للمرة الأولى نلمس حضورًا ميدانيًا حقيقيًا من الوزير والكوادر الإدارية في الأندية. كما تم اعتماد نظام المراسلات الإلكترونية لتسريع الموافقات وتسهيل الإجراءات، وهو تحول نوعي في الإدارة الرياضية السورية."

وفيما يتعلق بالجانب المالي، أقرّ عزار بوجود ضغوط مالية طبيعية نتيجة توسع نشاطات النادي، لكنه أوضح أن الإدارة تعتمد سياسة استثمارية متوازنة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي المالي دون اللجوء إلى التبرعات. وأضاف: "نحن نعمل على تأمين مصادر دخل ثابتة من خلال تطوير منشآتنا ومشاريعنا الاستثمارية الجديدة، لضمان استمرار النادي واستقراره المالي على المدى الطويل."

وفي ختام حديثه، أعلن عزار أن النادي يستعد للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسه، مشيرًا إلى أن المناسبة ستترافق مع إطلاق الشعار الجديد للنادي بعد تغيير اسمه رسميًا إلى "نادي الشباب الرياضي". وأوضح أن الاحتفال سيقام في الثاني والعشرين من الشهر الجاري بمشاركة أعضاء النادي واللاعبين القدامى والجدد، حيث سيتم تقديم القمصان الرسمية الجديدة لفريقي الرجال والسيدات. واختتم بقوله: "نادي الجلاء ليس مجرد مؤسسة رياضية، بل رمز وطني ارتبط بذاكرة مدينة حلب وسوريا، وهدفنا أن نعيد له مكانته الطبيعية ونحافظ على رسالته في بناء جيل يؤمن بالعمل والانتماء والروح الرياضية."

مشاركة المقال: