حذّر الجنرال ألكسندر زولفرانك، قائد القيادة العملياتية في الجيش الألماني (البوندسفير)، من قدرة روسيا العسكرية الحالية على شن هجوم إقليمي محدود على أراضي حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك على الرغم من انشغالها بالحرب في أوكرانيا.
وخلال المؤتمر السنوي للجيش الألماني في برلين، صرح زولفرانك قائلاً: "يمكن القول إن روسيا، على الرغم من الحرب في أوكرانيا، لا تزال تمتلك قدرات عسكرية هائلة، وهي قادرة بالفعل على تنفيذ هجوم محدود على أراضي الناتو."
وأشار إلى أن تقييمات الجيش الألماني، بالتنسيق مع شركاء الحلف، تُظهر أن مثل هذا الهجوم غير متوقع في الوقت الراهن بسبب تركيز موسكو على الجبهة الأوكرانية، لكنه لم يستبعد احتمال حدوث هجوم واسع النطاق بعد انتهاء الحرب.
كما لفت الجنرال إلى أن موقع ألمانيا في قلب أوروبا، سواء من الناحية الجغرافية أو السياسية أو الاقتصادية، يجعلها هدفًا ذا أهمية خاصة بالنسبة لروسيا، موضحًا: "روسيا تضعنا تحت مجهرها، لأننا نشكل بالنسبة لها حجمًا حرجًا ومؤثرًا."
وكشف زولفرانك أن الجيش الألماني قد لاحظ منذ عام 2022 زيادة في أعمال التخريب الممنهجة، خاصة ضد السفن والزوارق العسكرية، موضحًا أن هذه العمليات "نُفّذت باحترافية وبمعرفة دقيقة"، في إشارة إلى نشاطات هجينة يُعتقد أن موسكو تقف وراءها.
وأكد القائد العسكري أن ألمانيا مستعدة لأي سيناريو محتمل، مشيرًا إلى خطة الطوارئ المسماة "خطة العمليات – ألمانيا" (Operationsplan Deutschland)، التي تنظم آليات التحرك في حال وقوع هجوم. وتتضمن الخطة إمكانية نقل نحو 800 ألف جندي ومعداتهم من دول الناتو عبر الأراضي الألمانية خلال 180 يومًا فقط في حالة الطوارئ.
واختتم زولفرانك حديثه بالتأكيد على أن التحدي لا يقتصر على الجاهزية العسكرية فقط، بل يتطلب كذلك تعزيز الحماية المدنية والبنية التحتية والأمن السيبراني، قائلًا: "يجب على المجتمع الألماني أن يكون مستعدًا. علينا أن نُبقي مؤسساتنا الحيوية قادرة على الصمود في مواجهة الأزمات".