السبت, 8 نوفمبر 2025 04:15 PM

أزمة القمامة تتفاقم في الحسكة: السكان يتبادلون الاتهامات والنباشون يزيدون الطين بلة

أزمة القمامة تتفاقم في الحسكة: السكان يتبادلون الاتهامات والنباشون يزيدون الطين بلة

دلسوز يوسف – الحسكة

في حي الكلاسة بمدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، يواجه إبراهيم وعائلته صعوبات يومية بسبب تراكم القمامة بالقرب من منزلهم. ويقول إبراهيم محمد لـ"نورث برس": "بعض سكان الأحياء المجاورة ينقلون نفاياتهم إلى مكان قريب من بيوتنا، مما يسبب لنا إزعاجاً كبيراً بسبب الروائح والذباب، وهذا تصرف غير حضاري".

تأخر سيارات جمع النفايات

يشير محمد إلى أن المشكلة تزداد سوءاً بسبب تأخر مرور سيارات النظافة في الأحياء لعدة أيام متتالية، مما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات، ويجعل الحياة اليومية لا تطاق. ولا يقتصر الأمر على إبراهيم وحده، إذ يشكو العديد من سكان الأحياء في مدينة الحسكة، وخاصةً الواقعة على الأطراف، من تراكم النفايات وانتشارها في الأماكن العامة وعلى جوانب الطرق بشكل عشوائي، مما يزيد من المخاطر الصحية ويؤثر سلباً على مظهر المدينة.

وقال رشاد الكركو، أحد سكان المدينة، لـ"نورث برس" إنهم يعانون معاناة كبيرة بسبب تراكم القمامة في الشوارع. وأشار الكركو إلى أن غياب الحاويات المخصصة يزيد من تفاقم المشكلة، مطالباً بلدية الشعب التابعة للإدارة الذاتية بـ"وضع حاويات كبيرة في مواقع محددة، مع معاقبة المخالفين الذين يرمون القمامة خارجها". وأضاف أن "هذا الحل مطبق في جميع دول العالم، ولا يمكن ترك النفايات على الأرصفة والطرقات".

النباشون يزيدون المشكلة تعقيداً

وأضاف الكركو: "القمامة تُرمى بشكل عشوائي من قبل السكان، وهناك من ينبشها ليلاً بحثاً عن البلاستيك، مما يزيد من تلوث المكان وتطاير النفايات، وتنبعث منها روائح مؤذية تضر بالصحة العامة". وأوضح أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى انتشار الأمراض الجلدية والحشرات، محذراً من "حالات إصابة باللشمانيا نتيجة تراكم القمامة بالقرب من المنازل".

ويواجه سكان المنازل الواقعة على الطرق الرئيسية مشاكل إضافية، حيث يقوم بعض سكان الشوارع الفرعية بنقل أكياس القمامة ووضعها أمام منازلهم بسبب عدم مرور سيارات النظافة في أحيائهم لأيام متتالية، مما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات، وفقاً لشهادات الأهالي. ويؤكد إبراهيم محمد أن "سكان الأحياء المجاورة يأتون بالنفايات ويضعونها أمام بيوتنا، وهذا يسبب لنا إزعاجاً كبيراً بسبب الروائح والذباب، وهو تصرف غير حضاري أبداً".

وطالب السكان بتحديد نقاط واضحة لجمع النفايات ومتابعة عمل سيارات النظافة بشكل دوري لتجنب تراكم الأكياس وانتشار الروائح. بالإضافة إلى ذلك، يشكو السكان من عدم تجاوب البلدية مع مطالبهم في إيجاد حلول لمشكلتهم المتفاقمة.

تعاون غير كافٍ

من جانبه، قال ماجد إسماعيل، الرئيس المشترك لبلدية الشعب في الحسكة، لـ"نورث برس" إن بلديته وزعت مؤخراً عدداً كبيراً من الحاويات على مختلف أحياء المدينة، لكنها تواجه ضعفاً في التعاون من قبل السكان. وأوضح إسماعيل: "نسبة تعاون المواطنين لا تتجاوز 20%، على الرغم من كثرة الآليات والجولات الصباحية والمسائية، حيث يقوم بعض الأشخاص بقلب الحاويات أو حرق القمامة أو نبشها بحثاً عن البلاستيك، مما يؤثر سلباً على جهود النظافة".

وأشار إسماعيل إلى أن البلدية تعمل دون توقف حتى في أيام العطل، وأنها تعاقدت مع متعهدين لتغطية مختلف قطاعات المدينة، لافتاً إلى أنهم يعملون حالياً على تصنيع حاويات جديدة للحد من رمي القمامة بشكل عشوائي. وأضاف: "حتى الآن جهزنا نحو 500 حاوية، ونعمل على تجهيز العدد نفسه لتغطية جميع أحياء المدينة". وأشار أيضاً إلى أن أعطال بعض السيارات تتسبب أحياناً في تأخر جمع القمامة في بعض المناطق، مشدداً على أن البلدية وزعت منشورات توعوية للسكان وأصحاب المحلات حول أهمية الحفاظ على النظافة العامة.

وختم قائلاً: "نظافة المدينة مسؤولية مشتركة، ونتمنى من جميع السكان أن يتعاونوا معنا، لأن النظافة تعني الصحة والحياة الأفضل للجميع".

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: