السبت, 8 نوفمبر 2025 11:36 PM

الجفاف يهدد زيتون سوريا: جهود بحثية لإنقاذ المحصول والحفاظ على الجودة

الجفاف يهدد زيتون سوريا: جهود بحثية لإنقاذ المحصول والحفاظ على الجودة

تسببت الظروف المناخية الأخيرة في سوريا بتحديات كبيرة أثرت سلبًا على موسم الزيتون هذا العام، مما أضر بإنتاج الزيتون وجودته، وألحق خسائر بالمزارعين والمساحات المزروعة.

جهود بحثية لحماية أصناف الزيتون السورية

تعمل الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية من خلال برامجها المتخصصة على الحفاظ على التنوع الوراثي لأصناف الزيتون السورية، واعتماد الأنواع القادرة على مقاومة الجفاف والأمراض، بالإضافة إلى تطوير ممارسات زراعية لمواجهة الظروف المناخية القاسية. وأكدت رئيسة قسم بحوث الزيتون في الهيئة، الدكتورة غادة قطمة، في تصريح لـ سانا، أن سوريا تمتلك حوالي 72 صنفًا من الزيتون، تتوزع بين أصناف مخصصة للمائدة وأخرى لإنتاج الزيت أو للاستخدام المزدوج. وأوضحت أن لكل منطقة خصائصها البيئية التي تحدد الأصناف الأنسب لها، مما يعزز أهمية الحفاظ على هذا التنوع الوراثي عبر أساليب علمية دقيقة.

خارطة بيئية ودليل للأصناف الملائمة

أشارت قطمة إلى أن قسم بحوث الزيتون، بالتعاون مع وزارة الزراعة، أصدر دليلاً وطنياً للأصناف الملائمة للزراعة في مختلف المناطق، يتضمن أوصافاً تفصيلية وهويات بصرية لتسهيل تعرف المزارعين على الأصناف. كما تم إعداد خارطة بيئية للزيتون باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS) لتحديد الصنف الأنسب لكل منطقة بدقة، مع تحديث البيانات باستمرار لمواكبة التغيرات المناخية. ومن بين الأصناف الملائمة للزراعة، ذكرت قطمة صنف الخضيري في اللاذقية، والدعيبلي في طرطوس، والسكري والعيروني في المناطق المعرضة للإصابة بمرض عين الطاووس، والقيسي والصوراني في معظم المحافظات، بينما تنتشر الأصناف التدمرية في شرقي حمص.

توصيات للمزارعين وتوجهات مستقبلية

أوضحت قطمة أن التجارب البحثية أظهرت قدرة صنفي القيسي والصوراني على تحمل الإجهادات الناتجة عن نقص الأمطار، لكنها شددت على أهمية تنفيذ عمليات خدمة إضافية تشمل الري التكميلي والتسميد للحفاظ على الإنتاجية. ودعت قطمة إلى الالتزام بالممارسات الزراعية السليمة من تقليم وتسميد عضوي ومراقبة الآفات، وخاصة ذبابة ثمار الزيتون، مع الاعتماد على مشاتل وزارة الزراعة لتأمين الغراس المحلية الملائمة، وتجنب الأصناف المستوردة التي تحتاج كميات كبيرة من المياه والأسمدة. كما أشارت قطمة إلى أهمية تأسيس تعاونيات زراعية متخصصة لدعم المزارعين وتأمين مستلزمات الإنتاج، بالإضافة إلى الاستفادة من المخلفات الزراعية لإنتاج الأسمدة العضوية، مثل الكمبوست والبوكاشي والفيرمي كمبوست، مما يسهم في تعزيز مقاومة الأشجار للجفاف وتحسين امتصاصها للعناصر الغذائية.

على الرغم من التحديات المناخية التي تواجه هذا القطاع الحيوي، تواصل الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية جهودها في تطوير أصناف مقاومة للجفاف، وتنفيذ برامج إرشادية توعوية، لتمكين المزارعين من التكيف مع المتغيرات المناخية، حفاظاً على مكانة الزيتون وزيت الزيتون السوري المعروف بجودته العالية على المستويين المحلي والعالمي.

اخبار سورية الوطن 2_سانا

مشاركة المقال: