الأحد, 9 نوفمبر 2025 10:33 PM

حلب: حملة مكثفة لإزالة مكب النفايات في الشيخ سعيد استجابة لشكاوى الأهالي

حلب: حملة مكثفة لإزالة مكب النفايات في الشيخ سعيد استجابة لشكاوى الأهالي

بالتعاون بين مجلس مدينة حلب ومحافظة حلب وعدد من الجهات الخدمية والعسكرية، انطلقت حملة لإزالة مكب النفايات العشوائي بمنطقة عين العصافير في حي الشيخ سعيد جنوب المدينة. وأعلنت محافظة حلب عن هذه الحملة في 7 تشرين الثاني، ومن المتوقع أن تستمر لعدة أيام حتى الانتهاء من أعمال الترحيل.

الترحيل إلى تل الضمان

وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، تتم عمليات الإزالة بالتنسيق بين وزارتي الدفاع والطوارئ وإدارة الكوارث. وتهدف هذه العمليات إلى ترحيل النفايات إلى مواقع مخصصة خلال أسبوع، وذلك للحد من الأضرار البيئية والصحية الناجمة عن تكدسها. وأوضح المكتب الصحفي في مجلس مدينة حلب، لعنب بلدي، أن عمليات الترحيل تتجه نحو منطقة تل الضمان في ريف حلب الجنوبي، حيث يوجد مكب قديم يستخدم منذ أكثر من ثلاثة عقود لاستيعاب نفايات المدينة. وتنفذ أعمال النقل وفق برنامج يومي منظم لضمان ترحيل كامل الكميات المتراكمة في أسرع وقت ممكن، بحسب المكتب.

“الدخان كان يغطي السماء”

أشار محافظ حلب، عزام غريب، عبر “فيسبوك” إلى أن جولة ميدانية أجراها في 7 تشرين الثاني كشفت عن حجم التلوث الناتج عن الحرائق في المكب، موضحًا أن الدخان كان يغطي سماء المنطقة ويمتد إلى أحياء مجاورة. وجاءت الحملة استجابة لنداءات الأهالي بعد تسجيل حالات مرضية نتيجة استنشاق الدخان. وقد أخمدت فرق الإطفاء الحرائق، وبدأت فرق العمل بترحيل أكوام القمامة. وتشارك في الحملة فرق من مجلس المدينة والدفاع المدني وعدد من الوحدات العسكرية، بالإضافة إلى شركة “سادكوب” التي تتولى جزءًا من أعمال النقل والترحيل، وفقًا لما أعلنته محافظة حلب. وأكدت المحافظة أن هذه الحملة تأتي ضمن خطة “تحسين الواقعين البيئي والخدمي” في المدينة.

وعود بتنظيف شامل

أوضح مدير الإدارة المحلية في المحافظة، أحمد كردي، في تصريحات نقلتها “سانا”، أن جميع الآليات وضعت في خدمة تنفيذ الخطة، مؤكدًا أن أعمال النقل والترحيل ستستمر حتى رفع كامل التراكمات، ضمن جدول زمني مكثف يشمل متابعة المواقع المجاورة للمكب. من جهتهم، طالب عدد من الأهالي بمتابعة مستمرة لمنع عودة المكبات العشوائية. وقال إبراهيم عزوز، أحد سكان الشيخ سعيد، لعنب بلدي إن “الروائح الكريهة والدخان الناتج عن حرق النفايات كانت تخنق الناس، خاصة في الصيف”، معتبرًا أن استجابة المحافظة لمطالب الأهالي خطوة جيدة، لكنها يجب ألا تكون مؤقتة. وأشار أحمد ميدو، الذي يسكن بالقرب من الموقع، إلى أن المكب تحول خلال الأشهر الماضية إلى “بؤرة للأمراض والبعوض”، وتحدث عن معاناة الأطفال من التهابات تنفسية متكررة، داعيًا إلى تخصيص مكان ثابت ومعالجة نفايات المدينة بطريقة علمية، معتبرًا أن الحل لا يقتصر على رفع القمامة، بل يتطلب إنشاء برنامج توعية مستدام حول المسؤولية البيئية بين السكان.

معاناة بيئية ممتدة

تعاني مناطق متفرقة من مدينة حلب من انتشار مكبات النفايات العشوائية، خاصة في الأحياء الجنوبية والشرقية التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية بعد سنوات من الحرب. وتشكل هذه المكبات مصدر تلوث خطير، إذ تحرق النفايات في العراء بشكل متكرر، ما يؤدي إلى انبعاث روائح خانقة ودخان كثيف يتسبب بأمراض تنفسية للأهالي، ومنها مكب بالقرب من حي بستان القصر. ويتزامن تنفيذ حملة ترحيل مكب “عين العصافير” مع خطة جديدة أعلنت عنها محافظة حلب لتحسين واقع النظافة في المدينة، ضمن توجه أوسع لمعالجة تراكم النفايات بشكل مستدام.

ففي 5 تشرين الثاني الحالي، عقدت المحافظة ورشة عمل برئاسة المحافظ عزام غريب خصصت لبحث حلول طويلة الأمد لقطاع النظافة. وتهدف الورشة، بحسب البيان، إلى تطوير نظام العمل في قطاع النظافة وتحسين جودة الخدمات بشكل مستمر، وسيخصص لذلك وضع آليات متابعة وتقييم جديدة، وتعزيز التنسيق بين الدوائر الخدمية والجهات الداعمة في المدينة. وتأتي هذه الخطوات بعد تصريحات سابقة لرئيس مجلس مدينة حلب، خلال جلسة “المجتمع يسأل والمحافظة تجيب” التي عقدت في منتصف تموز الماضي. وأوضح رئيس مجلس مدينة حلب، محمد علي العزيز، لعنب بلدي حينها، أن حجم النفايات المنتجة في المدينة تضاعف منذ عام 2016، وارتفع من نحو 650 طنًا يوميًا إلى أكثر من 1850 طنًا في الوقت الحالي. وأشار رئيس المجلس حينها إلى أن جزءًا من المكبات العشوائية المنتشرة في أحياء حلب يعود إلى سيارات نقل خاصة تلقي حمولتها في مواقع غير مخصصة. وبحسب العزيز، فإن ذلك الأمر لا يدخل ضمن مسؤولية مجلس المدينة المباشرة، لافتًا إلى أن هذه الظاهرة تزيد من صعوبة ضبط الواقع الخدمي والبيئي في المدينة.

مشاركة المقال: