الأحد, 9 نوفمبر 2025 10:56 PM

مانفريد فيبر يدعو إلى مقاربة إنسانية لإعادة اللاجئين السوريين مع مراعاة الظروف الصعبة

مانفريد فيبر يدعو إلى مقاربة إنسانية لإعادة اللاجئين السوريين مع مراعاة الظروف الصعبة

دعا مانفريد فيبر، زعيم حزب الشعب الأوروبي، إلى تبني "الاعتدال والإنسانية" في النقاش الدائر حول إعادة اللاجئين السوريين، مؤكداً على أهمية العودة إلى الوطن مع مراعاة الوضع الصعب في سوريا.

وفي خضم النقاش حول إعادة اللاجئين السوريين، أكد مانفريد فيبر، رئيس حزب الشعب الأوروبي (EPP) وعضو الاتحاد الاجتماعي المسيحي الألماني، على موقفه الوسطي بين الأصوات المنتقدة داخل الاتحاد المسيحي الديمقراطي ووزير الخارجية الاتحادي يوهان فادفول.

وفي مقابلة مع صحيفة "بيلد أم زونتاغ"، أعرب فيبر عن دعمه لميرتس، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة التحلي بـ "المرونة" في تطبيق القرار. وأضاف: "المبدأ هو العودة إلى الوطن، ومع ذلك يمكننا إظهار بعض التعاطف".

وأكد فيبر على ضرورة تنظيم العملية بطريقة تضمن استدامتها لكلا الطرفين، سواء ألمانيا أو السوريين، بما يساهم في إعادة إعمار بلدهم. وأشار إلى الدمار الهائل الذي لحق بسوريا نتيجة الحرب الأهلية، معرباً عن رفضه لفرض جدول زمني ضاغط لإتمام عمليات الترحيل، ومشدداً على ضرورة احترام القانون مع مراعاة الظروف الصعبة وبطء وتيرة إعادة الإعمار.

وأضاف فيبر: "يجب تنفيذ القانون"، مشيراً إلى الأوضاع المعقدة في سوريا، وطارحاً تساؤلات حول كيفية التعامل مع السوريين المندمجين بشكل جيد والذين قدموا مساهمات مهمة في ألمانيا، خاصة في المستشفيات. وتساءل لصحيفة "بيلد أم زونتاغ": "عليك أن تسأل نفسك ما إذا كنت تريد إعادتهم جميعًا إلى سوريا".

وكان وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول (حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي) قد أثار جدلاً بتصريحاته حول صعوبة إعادة السوريين إلى وطنهم بعد زيارته إلى ضواحي دمشق المدمرة، معرباً عن شكوكه في إمكانية عودة طواعية للكثير من اللاجئين في المستقبل القريب، قائلاً: "أي شخص يستطيع بالكاد العيش هنا بكرامة".

وتعرض وادفول لانتقادات شديدة من قبل كتلة الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي في البرلمان، ووصفه أحد النواب بأنه قدم "أداءً كارثيًا"، متهمين إياه بالابتعاد عن هدف ترحيل المجرمين السوريين والأفراد الخطرين وتشجيع العودة الطوعية.

من جهته، أكد وزير الداخلية ألكسندر دوبريندت (الاتحاد الاجتماعي المسيحي) عزمه على الالتزام بخطط الترحيل، بينما حاول المستشار فريدريش ميرتس (الاتحاد الديمقراطي المسيحي) تهدئة الوضع، وأوضح المتحدث باسم الحكومة ستيفان كورنيليوس دعمه لوادفول.

ويثير النقاش حول إعادة اللاجئين السوريين انتقادات متزايدة خارج الاتحاد الأوروبي، حيث تحذر منظمات الإغاثة والخبراء من التوقعات الزائفة وتشير إلى استمرار الوضع الخطير في البلاد. ووفقًا لأحدث نصائح السفر الصادرة عن وزارة الخارجية الألمانية، لا يزال الوضع الأمني في سوريا "متقلبًا"، مع استمرار النزاعات المسلحة في عدة مناطق، وقدرة تنظيم داعش على تنفيذ هجمات في أي مكان، مع نصيحة صريحة بتجنّب السفر إلى سوريا.

وتشير نهلة عثمان، رئيسة اتحاد منظمات الإغاثة الألمانية السورية، إلى تزايد حالة "عدم اليقين" و"الإحباط" بين السوريين المقيمين في ألمانيا، منتقدة ما وصفته بـ "استغلال" السياسيين للقضية، وقالت: "يرى السوريون أنفسهم كبيادق".

كما جاءت التحذيرات من داخل الائتلاف الحاكم نفسه، حيث أكد سيباستيان فيدلر، السياسي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي للشؤون الداخلية، أن العديد من السوريين تم دمجهم أو تجنيسهم منذ فترة طويلة، بينما تنطبق على من يُطلب منهم مغادرة البلاد أو المخالفين نفس القواعد المطبقة على المواطنين من دول أخرى.

وعلق الرئيس السابق لمؤتمر ميونيخ للأمن، فولفغانغ إيشينغر، على الجدل المثار حول مكتب وزير الخارجية يوهان فادفول (الاتحاد الديمقراطي المسيحي)، واصفاً النقاش بالمبالغ فيه: "لقد تحولت ذرّة الرمل إلى جبل"، وفق ما قال لصحيفة فيلت أم زونتاج. وأوضح أن الأمر لا يتعلق بخلافات جوهرية بقدر ما يرتبط بـ "تصريحات مضللة"، مضيفًا أن الصورة الناتجة عن ذلك "مضرّة وغير ضرورية"، مشيراً إلى أن السياسة الخارجية الألمانية تواجه بالفعل تحديات أكبر.

حتى داخل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي، لا يعتقد أحد تقريبًا أن فادفول يتعرّض لضغوط سياسية كبيرة، ولا تشير المعلومات الواردة من دوائر الحزب إلى أن ميرتس يفكر في تعديل وزاري. (EURONEWS)

مشاركة المقال: