أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، أن عدد اللاجئين السوريين العائدين من تركيا إلى سوريا قد بلغ مليونًا و290 ألف شخص منذ عام 2016، مؤكدًا أن هذا العدد في ازدياد مستمر.
وفي تصريحات صحفية أدلى بها أثناء عودته من أذربيجان، ونقلتها وكالة "الأناضول" التركية، أوضح أردوغان أن أعمال بناء المساكن في شمالي سوريا قد بدأت بالفعل وتجري على قدم وساق، مشيرًا إلى أن عودة اللاجئين من مختلف أنحاء العالم إلى سوريا "تتسارع مع تعزز وحدة البلاد واستقرارها".
وأشار الرئيس التركي إلى أن قضية اللاجئين السوريين كانت من بين أكثر القضايا التي تم استغلالها في تركيا، مؤكدًا أن حزب الشعب الجمهوري المعارض استغل هذه المسألة بشكل كبير. وذكر أن الحزب ومرشحه الرئاسي شنوا حملة عنصرية ضد اللاجئين في الانتخابات الأخيرة، وأن نتيجة هذه الحملة كانت معروفة، ملمحًا إلى أن ذلك ربما كان أحد أسباب رحيل الزعيم السابق للحزب، كمال قليجدار أوغلو، عن الساحة السياسية.
وأضاف أردوغان: "لقد جعلوا اللاجئين السوريين الذين لجأوا إلى بلادنا أعداءً وهدفًا للكراهية، ظنًا منهم أنهم سيحصلون على بعض الأصوات من وراء ذلك، لكنهم لم يحققوا ما أرادوا". وشدد على أنهم شرحوا دائمًا معنى الضمير والإنسانية والأخوة، وأنهم يعتبرون أنفسهم الأنصار والسوريين المهاجرين، مؤكدًا أنهم لن يطردوا المهاجرين من ديارهم ولن يفعلوا ذلك أبدًا، وأنهم ظلوا ثابتين على موقفهم وسيبقون كذلك.
وتساءل أردوغان: "هل رفعت العقوبات عن سوريا؟ نعم رفعت"، مضيفًا أن ذلك يعني أن السياسة تحتاج إلى رؤية، وإن وجدت الرؤية تحل المشكلات، وإن غابت فلن يُحل شيء.
من جهة أخرى، قال وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، في الأول من تشرين الثاني الحالي، إن عدد السوريين الذين عادوا من تركيا إلى سوريا بعد 8 من كانون الأول 2024، بلغ 550 ألف لاجئ. وأشار إلى أن نحو مليونين و400 ألف لاجئ لا يزالون موجودين في تركيا، وفقًا لإحصائيات رسمية، بعد أن تجاوز عددهم ثلاثة ملايين ونصف المليون لاجئ في ذروة أزمة اللجوء.
وأكد وزير الداخلية التركي أن تركيا تقف إلى جانب السوريين خلال عملية العودة الطوعية، مشيرًا إلى أن العودة الطوعية اكتسبت زخمًا بعد التطورات السياسية في سوريا، وسقوط نظام الأسد في 8 من كانون الأول 2024. واعتبر يرلي كايا أن تركيا تتولى إدارة الهجرة تحت قيادة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وتقدم نموذجًا "مثاليًا" للعالم بتجربتها "التاريخية ونهجها الإنسانية، ومنظورها العقلاني".
وأشار إلى أن تركيا تواصل تنفيذ إجراءات العودة الطوعية للسوريين بحساسية كبيرة، وتنسيق من مديرية إدارة الهجرة بتركيا. ومنذ انتهاء موسم المدارس في تركيا، تضاعفت أعداد العابرين من تركيا إلى سوريا عبر المعابر الحدودية العديدة التي تربط البلدين، وفق ما نقلت صحيفة "Türkiye"، في 29 من حزيران الماضي.
وبحسب ما نقلت الصحيفة حينها عن مصادر في وزارة الداخلية التركية، فإنه منذ منتصف حزيران الماضي، تضاعفت أعداد العابرين يوميًا عبر المعابر الحدودية إلى 2500 شخص، فيما كانت قبل تلك الفترة بحدود 1300 إلى 1400 شخص يعبرون الحدود يوميًا نحو سوريا.
في المقابل، حذرت "اللجنة الدولية للإنقاذ" من الظروف الصعبة داخل سوريا، والتي لا تتناسب مع عودة كريمة وآمنة للاجئين السوريين من الدول المجاورة. وأوضحت اللجنة في بيان لها نشرته على موقعها الرسمي، في 25 من أيلول الماضي، أنه مع تجاوز عدد اللاجئين السوريين العائدين من الدول المجاورة مليون لاجئ، لا تزال الظروف صعبة وبعيدة كل البعد أن تكون مواتية لعودة واسعة النطاق وآمنة وكريمة ومستدامة.
وأكدت اللجنة أنه لا يزال هناك انعدام مستمر للأمن والاحتياجات الإنسانية وانهيار الخدمات الأساسية، ما سيشكل مخاطر على العائدين والمجتمعات المضيفة. وقال مدير اللجنة الدولية للإنقاذ في سوريا، خوان غابرييل ويلز، إن سقوط نظام بشار الأسد أعطى أملًا للعديد من اللاجئين بالعودة إلى ديارهم، وبعد مرور عام تقريبًا، تظهر التقارير بعودة أكثر من مليون لاجئ، لكن يجب أن نكون واضحين، العودة في ظل الظروف الحالية لا تعني العودة الآمنة والكريمة، أو أن هناك استقرار.
ويظهر تقييم مشترك حديث للجنة الإنقاذ الدولية أن العائلات تكافح من أجل الحصول على وظائف ودخل، وتأمين مأوى آمن، لتلبية أبسط احتياجاتها من الغذاء والماء والرعاية الصحية.