الإثنين, 10 نوفمبر 2025 02:34 PM

شتاء قاس يلوح في الأفق: معاناة سكان المزة 86 في دمشق مع تفاقم أزمة الخدمات

شتاء قاس يلوح في الأفق: معاناة سكان المزة 86 في دمشق مع تفاقم أزمة الخدمات

نورمان العباس – دمشق

في صباح خريفي بارد في المزة 86، يستيقظ السكان على وقع المطر، لكن سرعان ما يتحول المشهد الرومانسي إلى كابوس يومي. فبدلاً من جمال الطبيعة، يواجه السكان بركاً موحلة، وحفراً عميقة، ومياه صرف صحي تتدفق بلا انقطاع.

مع اقتراب فصل الشتاء، يصف علاء زريقة، أحد سكان المزة 86، كيف تتحول الأمطار إلى معاناة مستمرة له ولجيرانه. ويقول علاء لنورث برس بلهجته المحلية: "طرقات المزة محفرة جور، والصرف الصحي ليس له مخرج، بس تجي المي بطوف الطرقات"، مشيراً إلى البرك الموحلة المختلطة بمياه الصرف الصحي التي تغمر المنطقة.

هذه المشاهد ليست مجرد إزعاج بصري، بل تحمل تهديدات صحية مباشرة. ويشير علاء إلى أن انتشار الأمراض أصبح شائعاً بسبب تراكم القمامة والمياه الملوثة.

جلنار ديب، وهي طالبة جامعية من المنطقة، تصف حياتها اليومية بأنها "صعبة جداً بسبب الطرقات المحفرة وانتشار القمامة والروائح الكريهة". وتضيف جلنار لنورث برس: "أحتاج أن أخرج إلى عملي قبل ساعتين بسبب الطرقات والقمامة والازدحام"، مؤكدة أن فصل الشتاء يزيد الوضع سوءاً.

ويركز علي كرم ميا، وهو أيضاً من سكان المنطقة، على أزمة النظافة باعتبارها الأكثر إلحاحاً. ويوضح علي لنورث برس: "موضوع القمامة أهم شي حالياً، كانت سيارات ترحيل القمامة تأتي بشكل يومي، أما حالياً كل أربعة أيام"، مطالباً بترحيل القمامة وتحسين الطرق وإصلاح الحفر قبل قدوم الشتاء لتجنب الكارثة المتوقعة.

أما سارة حمد، القادمة حديثاً إلى المزة، فتشكو من الروائح الكريهة التي تصل إلى المنازل، وتصف الطرق بأنها ضيقة ومحفّرة، مما يعيق حركة المرور. وتشير في حديث لنورث برس إلى أن التحسن الطفيف في خدمات الماء والكهرباء لا يوازي حجم التحديات الأساسية التي تواجه السكان.

من جهته، يتحدث المهندس عبدو العلوش، مدير النظافة ومعالجة النفايات في محافظة دمشق، عن تهالك الآليات وكثرة أعطالها، مما يجعل تراكم القمامة مشكلة مزمنة، خاصة في مناطق مثل التضامن، اللوان، والمزة 86. ويلفت في تصريح لنورث برس إلى أن المديرية لجأت إلى حلول إسعافية بإرسال آليات هندسية، وإجراء حملات تنظيف مكثفة، والتنسيق مع مديرية المركبات لتسريع الإصلاح، واستئجار ضواغط كبيرة لسد النقص في الآليات.

وأضاف العلوش أن محافظة دمشق بصدد تأمين آليات حديثة لدعم الأسطول الحالي، وأن نقل محطة النفايات مؤقتاً إلى الكسوة، رغم تحسينه للوصول إلى مناطق أثرية، أدى إلى طول زمن ترحيل الحاويات بسبب المسافة والازدحام المروري. ويشير إلى أن اختيار محطة دائمة مستقبلية سيخفف من هذه المعاناة ويزيد من مرات ترحيل القمامة بشكل ملحوظ.

مع قرب حلول الشتاء، تبقى معاناة سكان المزة 86 نموذجاً حياً للتحديات اليومية التي تواجه مناطق العشوائيات، حيث تتداخل مشاكل الصرف الصحي، الطرقات المحفرة، تراكم القمامة، وانعدام الخدمات الأساسية في رسم صورة شتاء أكثر قسوة من برده، ومليئاً بالصعوبات التي تتطلب تدخلات عاجلة ومستدامة.

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: