أكد الرئيس أحمد الشرع، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، أن زيارته إلى البيت الأبيض ولقاءه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمثلان بداية عهد جديد من العلاقات الاستراتيجية بين سوريا والولايات المتحدة.
وأشار الرئيس الشرع إلى أن سوريا لم تعد تشكل تهديداً للولايات المتحدة، بل أصبحت حليفاً جيوسياسياً مهماً. وأضاف: "على مدى الستين عاماً الماضية، كانت سوريا معزولة عن العالم، وشهدت العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة انقطاعاً. هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها رئيس سوري البيت الأبيض منذ تأسيس سوريا في أربعينيات القرن الماضي".
وأوضح الرئيس الشرع: "بعد سقوط النظام البائد، دخلت سوريا مرحلة جديدة، خاصة في علاقتها مع الولايات المتحدة. وخلال لقائنا مع ترامب، ناقشنا الحاضر والمستقبل، وفرص الاستثمار المستقبلية في سوريا، حتى لا يُنظر إليها كتهديد أمني، بل كحليف جيوسياسي وموقع جاذب للاستثمارات الأمريكية، خاصة في مجال استخراج الغاز".
كما تطرق الحديث، بحسب الرئيس الشرع، إلى رفع العقوبات المفروضة، مشيراً إلى وجود قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة برفع العقوبات عنه وعن آخرين.
وفيما يتعلق بانضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، قال الرئيس الشرع: "لقد شاركنا في معارك عديدة ضد تنظيم داعش على مدى عشر سنوات، وتكبدنا خسائر فادحة. هناك أسباب لوجود الولايات المتحدة عسكرياً في سوريا، ولكن يجب أن يتم ذلك بالتنسيق مع الحكومة السورية. نحتاج إلى مناقشة هذه المسائل والتوصل إلى اتفاق بشأن داعش".
وبشأن إمكانية انضمام سوريا إلى اتفاقيات "أبراهام" مع إسرائيل، أوضح الرئيس الشرع أن وضع سوريا يختلف عن الدول الأخرى، نظراً لوجود حدود مشتركة مع إسرائيل التي تحتل مرتفعات الجولان منذ عام 1967. وأضاف: "ربما تساعدنا إدارة ترامب في التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل أو العودة إلى اتفاق عام 1974".
ورداً على سؤال حول محاسبة المجرمين، بمن فيهم بشار الأسد، أوضح الرئيس الشرع أن روسيا لديها رأي مختلف بشأن تسليم المطلوبين إلى سوريا، مؤكداً أن العدالة يجب أن تأخذ مجراها. وأشار إلى تشكيل لجنة للعدالة الانتقالية لمحاسبة كل من ارتكب جرائم، بمن فيهم بشار الأسد.
وحول مصير الصحفي الأمريكي أوستن تايس، المفقود في سوريا منذ عام 2012، قال الرئيس الشرع: "هناك أكثر من 250 ألف مفقود في سوريا خلال الحرب. لقد التقيت بوالدة تايس، وهي سيدة رائعة، والتقت بوالدتي أيضاً التي مرت بتجربة مماثلة. سأبذل قصارى جهدي لتوفير معلومات كافية عنها وعن جميع المواطنين الأمريكيين المفقودين".
وكان الرئيس الشرع قد عقد جلسة مباحثات رسمية في البيت الأبيض مع الرئيس ترامب، بحضور وزيري خارجية البلدين ومسؤولين آخرين، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في مختلف المجالات.
وعلق الرئيس ترامب على الاجتماع عبر منصة "تروث سوشيل" قائلاً: "كان لي الشرف بلقاء الرئيس الشرع، وأتطلع للقائه مجدداً". وأكد أن وجود سوريا مستقرة وناجحة أمر بالغ الأهمية للمنطقة.