الثلاثاء, 11 نوفمبر 2025 10:13 PM

تحقيق يكشف: معتقل "راكيفيت" الإسرائيلي السرّي.. جحيم تحت الأرض للفلسطينيين

تحقيق يكشف: معتقل "راكيفيت" الإسرائيلي السرّي.. جحيم تحت الأرض للفلسطينيين

القدس المحتلة-سانا: كشف تحقيق استقصائي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية مؤخرًا عن معاناة مروعة للفلسطينيين في معتقل إسرائيلي سري تحت الأرض يُدعى "راكيفيت". يقع هذا المعتقل، الذي يضم عشرات الفلسطينيين من قطاع غزة، في ظروف مأساوية وغير إنسانية، وفقًا لمنظمات حقوق الإنسان.

في باطن الأرض… وخارج الزمن

بحسب الصحيفة، يقع معتقل "راكيفيت" الإسرائيلي في مجمع سري أُعيد افتتاحه في عام 2023 بعد إغلاقه في عام 1985. صُمم المعتقل في الأصل لاستيعاب 15 سجينًا، لكن الاحتلال حوّله إلى معتقل جماعي يضم حوالي مئة فلسطيني من قطاع غزة. جميعهم محتجزون تحت سطح الأرض، بعيدًا عن الضوء والهواء، في عزلة تامة عن العالم الخارجي، ولا تصلهم أي أخبار عن عائلاتهم أو العالم. إنها تجربة أشبه بالدفن البطيء وهم على قيد الحياة.

تعذيب ممنهج وتجاوز للقانون الدولي

نقلت الصحيفة عن محامي اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل أن ما يحدث داخل "راكيفيت" يشكل انتهاكًا واضحًا لاتفاقية مناهضة التعذيب ومواد القانون الإنساني الدولي. ويفيد السجناء بتعرضهم للضرب المتكرر، والاعتداءات بالكلاب، والدوس بالأقدام، والحرمان من العلاج الطبي، بالإضافة إلى نقص حاد في التهوية والطعام.

ظروف قاسية… وتأثيرات مدمرة على الجسد والعقل

تشير التقارير الطبية إلى أن الحرمان من الضوء الطبيعي لفترات طويلة يسبب اضطرابات نفسية وعصبية حادة، ويؤدي إلى انخفاض في إنتاج فيتامين D، وضعف المناعة، واضطرابات في النوم والمزاج، مما يؤدي في النهاية إلى تدهور الإدراك الإنساني وتفكك التوازن العقلي.

إدانات أممية متواصلة للانتهاكات ضد الأسرى الفلسطينيين

أعربت هيئات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان مرارًا عن قلقها العميق إزاء أوضاع الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية. وتؤكد المفوضية السامية لحقوق الإنسان أن ظروف الاعتقال في إسرائيل لا تتوافق مع المعايير الدولية الدنيا لمعاملة السجناء، مشيرة إلى الاستخدام الواسع للعزل الانفرادي كإجراء عقابي جماعي. كما شددت اللجنة المعنية بمناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة على أن الاحتلال يمارس أنماطًا ممنهجة ومستمرة من التعذيب وسوء المعاملة بحق المعتقلين الفلسطينيين، مطالبة بتمكين المراقبين الدوليين من زيارة جميع مراكز الاحتجاز دون قيود، بما في ذلك السجون السرية التي يحتجز فيها الفلسطينيون بعيدًا عن الأنظار.

من جانبها، وصفت المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي سياسة الاعتقال الإسرائيلية بأنها اضطهاد يهدف إلى كسر الإرادة الجماعية للشعب الفلسطيني، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير ملزمة لضمان المساءلة ووضع حد للإفلات من العقاب.

مشاركة المقال: