في أعقاب زيارته التاريخية الأولى للبيت الأبيض، كشف الرئيس السوري أحمد الشرع في مقابلة مطولة مع صحيفة "واشنطن بوست" عن تفاصيل مهمة حول المفاوضات الجارية مع إسرائيل، والعلاقات مع روسيا، والملفات الداخلية السورية، وغيرها من القضايا الهامة.
كما تناول الشرع ملف العلاقات مع الولايات المتحدة، موجهاً رسالة واضحة بخصوص وجود القوات الأمريكية في سوريا، وقضية اختفاء المواطن الأمريكي أوستن تايس، مقدماً تقييماً للسياسات الغربية السابقة في المنطقة.
إسرائيل: شرط الانسحاب
أعلن الرئيس الشرع أن دمشق منخرطة في "مفاوضات مباشرة مع إسرائيل" بدعم من الولايات المتحدة وأطراف دولية أخرى، مشيراً إلى أن الحل النهائي مرتبط بشرط أساسي. وأوضح أن اتفاقية فك الارتباط لعام 1974 قد ألغيت فعلياً بعد سقوط النظام البائد، حيث وسعت إسرائيل وجودها ونفذت "أكثر من ألف غارة جوية" منذ ديسمبر، مؤكداً أن دمشق لم ترد عليها رغبة في "إعادة إعمار سوريا".
وأكد على أن لإسرائيل طموحات توسعية وليست مجرد مخاوف أمنية، محدداً شرط التوصل لاتفاق نهائي، قائلاً: "للتوصل إلى اتفاق نهائي، ينبغي على إسرائيل الانسحاب إلى حدود ما قبل 8 ديسمبر". ورفض فكرة "منطقة منزوعة السلاح" جنوب دمشق، معتبراً أن إسرائيل تستغل هذه الشروط لحماية مرتفعات الجولان المحتلة، ومحذراً من أن هذا النهج "سيصل بهم إلى ميونيخ عبر هذا الطريق".
العلاقات مع واشنطن ورفع العقوبات
شدد الشرع على أن الهدف الأهم لبلاده هو بناء علاقة جيدة مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى مصالح مشتركة في الأمن والاقتصاد. وربط بشكل مباشر بين استقرار سوريا ورفع العقوبات، قائلاً إن "الاستقرار مرتبط بالاقتصاد… والتنمية الاقتصادية مرتبطة برفع العقوبات. هذا النقاش مستمر منذ أشهر، وأعتقد أننا توصلنا إلى نتائج جيدة. لكننا ما زلنا ننتظر القرار النهائي".
محاربة تنظيم الدولة
قدم الرئيس السوري مقترحاً مباشراً يتعلق بمحاربة تنظيم الدولة، مطالباً واشنطن بالإشراف على دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في قوات الأمن التابعة للحكومة المركزية. وأضاف أن إبقاء سوريا مقسمة يمثل "البيئة الأمثل لازدهار التنظيم"، وأن سوريا اليوم "قادرة على تحمّل هذه المسؤولية" لحماية أراضيها.
ملف المفقودين وأوستن تايس
تطرق الشرع إلى ملف المفقودين، بما في ذلك المواطن الأمريكي أوستن تايس، مؤكداً تشكيل لجنة خاصة للمفقودين الذين يحملون الجنسية الأمريكية والتنسيق مع السلطات الأمريكية. وأشار إلى تجربة شخصية، قائلاً إنه التقى بوالدة تايس، وتذكر قصته الشخصية حيث فُقد لسبع سنوات، موضحاً أن لديه تفهم لمعاناة العائلات.
العلاقة مع روسيا ومحاكمة الأسد
وعن العلاقة مع موسكو، وصف الشرع الحرب السابقة بين الطرفين بأنها "قاسية وصعبة"، لكنه شدد على أن سوريا تحتاج لروسيا "لأنها عضو دائم في مجلس الأمن". وفي تصريح لافت، قال الرئيس الشرع: "سنحافظ على حقنا كسوريين في المطالبة بمحاكمة [بشار] الأسد"، مؤكداً أن قضية الأسد "تُشكّل إشكالية بالنسبة لروسيا".