الأربعاء, 12 نوفمبر 2025 04:28 PM

الشرع: تحديات أمام نزع السلاح في جنوب سوريا وإسرائيل توسع وجودها

الشرع: تحديات أمام نزع السلاح في جنوب سوريا وإسرائيل توسع وجودها

أكد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، صعوبة الحديث عن شرط إسرائيل بوجود منطقة منزوعة السلاح بالكامل في الجنوب السوري، متسائلاً عن الجهة التي ستحمي المنطقة في حال حدوث فوضى.

وفي حوار مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نُشرت تفاصيله اليوم الأربعاء 12 من تشرين الثاني، أشار الشرع إلى المخاطر المحتملة لاستغلال المنطقة منزوعة السلاح كمنصة انطلاق لضرب إسرائيل، متسائلاً عن المسؤول عن ذلك، ومشددًا على أن هذه الأراضي سورية ويجب أن تتمتع سوريا بحرية التصرف بها.

وانتقد الشرع توسع إسرائيل في سوريا، مشيرًا إلى احتلالها مرتفعات الجولان لحماية أمنها، وفرضها شروطًا في جنوبي سوريا لحماية الجولان، محذرًا من أن هذا قد يؤدي إلى سيطرتها على مناطق أوسع في المستقبل.

وذكّر الشرع بالحرب التي خاضتها سوريا مع إسرائيل قبل 50 عامًا، واتفاقية "فك الارتباط" التي وُقعت عام 1974، والتي ألغتها إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد، مؤكدًا أن إسرائيل وسعت وجودها في سوريا وطردت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام واحتلت أراضي جديدة، ونفذت أكثر من ألف غارة جوية منذ 8 من كانون الأول 2024.

واعتبر الشرع أن التقدم الإسرائيلي في سوريا نابع من طموحات توسعية وليس من مخاوف أمنية، مشيرًا إلى أن السلطة الجديدة طردت الميليشيات الإيرانية و"حزب الله" اللبناني التي كانت إسرائيل تدعي قلقها منها.

انخراط في التفاوض

وفيما يتعلق بالمفاوضات الجارية بين سوريا وإسرائيل، أكد الشرع انخراطهم في مفاوضات مباشرة وقطعهم شوطًا طويلًا نحو التوصل إلى اتفاق، مشددًا على ضرورة انسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل 8 كانون الأول 2024 للتوصل إلى اتفاق نهائي.

وأشار إلى دعم الولايات المتحدة والعديد من الأطراف الدولية لهذه المفاوضات، معربًا عن اعتقاده بأن ترامب يدعم وجهة نظرهم وسيدفع بأسرع ما يمكن للتوصل إلى حل لهذه المسألة.

العنف في سوريا

وفي رده على المخاوف المتعلقة باستمرار العنف في سوريا، أوضح الشرع أن سوريا تمر بمرحلة انتقالية بعد الخروج من الحرب وعقود من الدكتاتورية، مؤكدًا أنهم في مرحلة إعادة بناء الدولة واستعادة القانون، لكنه أقر بوجود مشكلات.

وأشار إلى وجود مصالح فردية لمجموعات تسعى للاستقلال أو الحكم الذاتي، وتستخدم طائفتها أو عقيدتها كغطاء، مؤكدًا على التعايش بين الجماعات المختلفة في سوريا منذ 1400 عام.

ماضي الشرع

دافع الشرع عن ماضيه كمقاتل في سوريا والعراق، معتبرًا أن القتال ليس عيبًا إذا كان لأهداف نبيلة ودفاعًا عن الأرض والشعب المظلوم، مؤكدًا أنه لم يتسبب في موت شخص بريء.

وأوضح أن المنطقة تأثرت بالسياسات الغربية والأمريكية، وأن الكثير من الأمريكيين يتفقون اليوم على أن بعض هذه السياسات كانت خاطئة وتسببت في حروب كثيرة بلا جدوى.

محاربة تنظيم “الدولة”

أكد الشرع أن سوريا في حرب مع تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ عشر سنوات دون تنسيق مع أي قوة غربية أو دولة أخرى، مشددًا على قدرة سوريا على تحمل هذه المسؤولية، وأن تقسيم سوريا أو وجود أي قوة عسكرية خارج سيطرة الحكومة يمثل البيئة الأمثل لازدهار التنظيم.

واقترح أن تشرف القوات الأمريكية الموجودة في سوريا على دمج "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في قوات الأمن التابعة للحكومة، لتتولى الدولة مسؤولية حماية الأراضي السورية.

خطوة ضرورية لتمكين سوريا

اعتبر الشرع أن قرار الإدارة الأمريكية تعليق العقوبات المفروضة على سوريا يمثل خطوة ضرورية لتمكين سوريا من التعافي، مؤكدًا أن واشنطن تتجه نحو دعم استقرار سوريا ووحدتها.

وأشار إلى أن أغلبية أعضاء الكونجرس يؤيدون رفع العقوبات، وأن الإدارة الأمريكية متفقة على أن سوريا تستحق فرصة لتكون مستقرة وتبني اقتصادها وتحافظ على وحدة أراضيها.

“مرحلة جديدة” من العلاقات مع أمريكا

أشار الشرع إلى أن العلاقات بين دمشق وواشنطن دخلت "مرحلة جديدة" بعد عقود من القطيعة والعزلة، وأن زيارته للبيت الأبيض هي الأولى لرئيس سوري منذ تأسيس الجمهورية السورية، وتمثل تحولًا استراتيجيًا بعد سقوط النظام السابق.

الشرع في واشنطن

وصف إدارة الرئيس الأمريكي زيارة الشرع بأنها "خطوة تاريخية" تمهد لاختبار إمكانية إعادة دمشق إلى المسار الدبلوماسي، وتناولت ملفات الاتفاق مع "قسد" والعقوبات الأمريكية والاتفاق الأمني مع إسرائيل.

وتضمنت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد وصل إلى الولايات المتحدة في 8 من تشرين الثاني، وهي الزيارة الثانية لأمريكا عقب زيارته السابقة للمشاركة في أعمال القمة الـ80 للأمم المتحدة في نيويورك، ودعا إلى مواصلة العمل حتى رفع العقوبات بالكامل، معتبرًا أن الفرصة المتاحة أمام السوريين اليوم هي فرصة "نادرة" ينبغي استثمارها.

مشاركة المقال: