تشهد مدينة حلب حملة أمنية مكثفة لإزالة تظليل زجاج السيارات ("الفيميه")، تطبيقاً لقرار رسمي يهدف إلى تنظيم حركة المرور والحد من المخالفات. وقد أثار هذا القرار اعتراضات من ناشطين وصحفيين يطالبون باستثنائهم، مبررين ذلك بأسباب أمنية تتعلق بسلامتهم الشخصية وحماية معداتهم.
أوضح إبراهيم الخطيب، رئيس المكتب التنفيذي في اتحاد الصحفيين بحلب، في تصريح لـ"سوريا 24"، أن "العشرات من الصحفيين في المدينة أعربوا عن رفضهم للقرار الحالي، مطالبين باستثناءات تسمح لهم باستخدام التظليل الجزئي حفاظاً على سلامتهم الشخصية".
وأضاف الخطيب: "أرسلنا كتابين، أحدهما لإدارة الأمن الداخلي والآخر لقيادة المرور، بهدف التوصل إلى صيغة استثناء تضمن السلامة الشخصية وحماية المعدات الإعلامية، خاصة بعد تعرض 8 سيارات تابعة لصحفيين لعمليات كسر وسرقة في حلب. هذا الأمر جعل الصحفيين يعتبرون الفيميه إجراءً وقائياً". وأشار إلى أنهم لم يتلقوا أي رد من الجهات المختصة، بل قامت الشرطة باحتجاز أوراق سيارات بعض الصحفيين ومخالفتهم قبل بدء الحملة رسمياً.
من جهته، صرح الناشط عبيدة الحياني لـ"سوريا 24" بأن "الاعتراض ليس بدافع مخالفة القانون، بل لحماية المعدات والأجهزة التي تقدر قيمتها بآلاف الدولارات. شهدت المدينة حوادث كسر زجاج سيارات وسرقة معدات تصوير، معظمها تعود لصحفيين وناشطين".
أكد عدد من الناشطين أن وجود الفيميه يساعد في تجنب لفت الأنظار أثناء التنقل أو التغطيات الميدانية، وأن إزالته قد تعرضهم لمخاطر.
في المقابل، أوضح النقيب محمد درويش، مسؤول عمليات قسم المرور في حلب، لـ"سوريا 24"، أن الحملة تأتي ضمن خطة لتطبيق القوانين المرورية وتحسين انسيابية السير، مشيراً إلى أن المخالفات الشائعة تشمل تجاوز الإشارات والوقوف على الرتل الثاني، وهي أسباب رئيسية للازدحام.
وأضاف أن الإجراءات الجديدة تهدف إلى تعزيز الأمن والسلامة العامة، بالتوازي مع تنظيم حركة المركبات والدراجات النارية. وأشار إلى أن إدارة المرور تعمل على تطوير منظومة إشارات ذكية وتطبيقات إلكترونية لضبط المخالفات وتسهيل الخدمات.
يرى ناشطون أن قرار إزالة "الفيميه" يحتاج إلى مراجعة واستثناءات خاصة للعاملين في المجال الإعلامي، لتجنب المخاطر الأمنية. بينما أيد سكان وسائقو الأجرة القرار، معتبرين أنه ضروري لتعزيز الأمن والحد من الجرائم. وقال أحد السائقين، أبو فراس، إن "الكثير من الجرائم كانت تتم بسيارات مموهة، وإزالة الفيميه ضرورية لتنظيم المرور وحماية الأهالي".
تعاني حلب من أزمة مرورية خانقة، خاصة في أوقات الذروة، نتيجة الازدحام والمخالفات المرورية. وتؤكد مصادر في إدارة المرور أن هذه الظواهر كانت من دوافع إطلاق الحملات الأخيرة لتخفيف الازدحام وتحسين انسيابية السير.