الإثنين, 3 نوفمبر 2025 08:33 AM

عمر السومة: مسيرة حافلة من دير الزور إلى العالمية وأرقام قياسية في الملاعب العربية

عمر السومة: مسيرة حافلة من دير الزور إلى العالمية وأرقام قياسية في الملاعب العربية

من أحياء دير الزور، انطلق عمر السومة بحلم كبير، ليصبح نجمًا ساطعًا في تاريخ كرة القدم السورية والعربية. عُرف بلقب "العكيد"، وحجز مكانة مرموقة في قلوب الجماهير بفضل أرقامه القياسية وأهدافه الحاسمة، مما جعله رمزًا للإصرار والطموح.

على الرغم من التحديات التي واجهها داخل وخارج الملعب، من إصابات وخلافات وابتعاد عن المنتخب، يظل السومة سفيرًا بارزًا للكرة السورية في الملاعب الآسيوية. وُلد في 23 مارس 1989 في دير الزور، ومارس كرة القدم منذ نعومة أظفاره. بدأ "العكيد" مسيرته مع الفتوة، أو "الآزوري" كما يحلو لجماهير دير الزور تسميته، وحقق لقب الدوري للشباب موسم 2007-2008، وفاز بجائزة هداف الدوري برصيد 29 هدفًا، ثم صعد إلى الفريق الأول وسجل 17 هدفًا.

في عام 2011، ومع بداية الثورة السورية وتوقف النشاط الرياضي، قرر السومة خوض تجربة احترافية. كانت محطته الأولى مع القادسية الكويتي، الذي استبشر به خيرًا، على غرار نجاحات السوريين الآخرين في الكويت، مثل فراس الخطيب وجهاد الحسين. كانت مواسم السومة مع القادسية استثنائية، حيث سجل 52 هدفًا في 25 مباراة في ثلاثة مواسم، وحقق معه تسعة ألقاب.

"أبو خطاب".. رقم صعب في الدوري السعودي

أداء النجم السوري اللافت دفع الأهلي السعودي للتعاقد معه، وسط دهشة من جماهير أهلي جدة، الذين اعتبروا الدوري الكويتي ضعيفًا، وأن المنافسة فيه محصورة بين القادسية والكويت. لكن السومة دخل الملاعب السعودية ليثبت جدارته، مسجلًا ثلاثة أهداف (هاتريك) في أول مباراة له. لعب "أبو خطاب"، كما تلقبه الجماهير، مع الأهلي ثمانية مواسم، وسجل 191 هدفًا في 240 مباراة، وتُوّج بلقب هداف الدوري أعوام 2015 و2016 و2017. كما ساهم في عودة الأهلي إلى منصات التتويج، ولعب دورًا حاسمًا في تحقيق لقب الدوري بعد غياب دام 32 عامًا، بالإضافة إلى الفوز بكأس الملك وكأس السوبر السعودي وكأس ولي العهد.

بعد الأزمة المالية التي عصفت بالأهلي في موسم 2022 وهبوطه إلى دوري "يلو"، قرر السومة تغيير وجهته، وانضم إلى العربي القطري على سبيل الإعارة.

محطتا قطر والمغرب

تألق السومة مع العربي وسجل 45 هدفًا في 55 مباراة، وكان له دور بارز في بطولة كأس الأمير بتسجيله ستة أهداف وصناعته هدفًا في أربع مباريات، بالإضافة إلى التتويج باللقب. كان موسمه مثاليًا في الدوري، حيث سجل 19 هدفًا وصنع أربعة في 20 مباراة، لكنه لم يفز بلقب هداف الدوري بسبب تفوق مهاجم الدحيل، مايكل أولونجا، بفارق ثلاثة أهداف. بعد انتهاء تجربته في قطر، انضم السومة إلى العروبة السعودي بطلب من المدرب العراقي عدنان حمد، وفي نصف موسم فقط، أثبت أن العمر مجرد رقم، حيث ساهم بـ 13 هدفًا في 16 مباراة.

بعد تألقه في الملاعب الآسيوية، وصل السومة إلى العالمية، وشارك مع الوداد المغربي في بطولة كأس العالم للأندية، حيث لعب مباراتين ضد يوفنتوس الإيطالي والعين الإماراتي. بعد خروج الوداد من البطولة، انتهى عقده مع الفريق المغربي، وانتقل بعدها إلى الحزم السعودي، ليصبح ثالث نادٍ يلعب معه السومة في السعودية، بعد الأهلي والعروبة. يُذكر أن السومة هو الهداف التاريخي للدوري السعودي برصيد 154 هدفًا، وتبلغ قيمته السوقية 600 ألف يورو، وفقًا لموقع "ترانسفير ماركت".

مع المنتخب.. نجاح وجدال

شارك عمر السومة لأول مرة مع منتخب سوريا تحت 20 عامًا في عام 2008 أمام المنتخب العراقي، في بطولة آسيا لكرة القدم التي أقيمت في السعودية. كان ضمن تشكيلة المنتخب السوري الفائز ببطولة اتحاد غرب آسيا عام 2012، ثم ابتعد عن المنتخب. بعد غياب دام خمس سنوات، عاد السومة إلى المنتخب وساعد سوريا في الوصول إلى ملحق كأس العالم 2018، وكان قائدًا لمنتخب سوريا في كأس آسيا 2019. قبل بداية كأس آسيا 2023، قرر المدرب الأرجنتيني السابق هيكتور كوبر استبعاد عمر السومة من القائمة، ليقرر الأخير اعتزاله دوليًا. وبعد فترة قصيرة، تراجع السومة عن قراره وعاد إلى صفوف المنتخب الوطني، وسجل معه 18 هدفًا في 32 مباراة.

على الرغم من مرور أكثر من عقد على بدايته الاحترافية، لا يزال عمر السومة حاضرًا في ذاكرة الجماهير كواحد من أبرز المهاجمين الذين أنجبتهم الكرة السورية والعربية. وبين من يراه رمزًا للالتزام والنجاح، ومن ينتقد مواقفه مع المنتخب، يبقى "العكيد" قصة لاعب كتب مجده بقدميه، وترك بصمته في كل محطة ارتدى فيها القميص رقم "9".

مشاركة المقال: