الإثنين, 3 نوفمبر 2025 06:23 PM

انفتاح اقتصادي يلوح في الأفق: هل تعود الاستثمارات السعودية لإحياء الدراما السورية؟

انفتاح اقتصادي يلوح في الأفق: هل تعود الاستثمارات السعودية لإحياء الدراما السورية؟

مع تطور العلاقات بين دمشق والرياض، وتوجه الاستثمارات السعودية نحو مختلف القطاعات الاقتصادية في سوريا، يأمل فنانون أن تستفيد الدراما السورية من هذا الانفتاح. فالدراما تشكل جزءًا هامًا من المحتوى الترفيهي الذي تنتجه وتعرضه المؤسسات الخليجية، وعلى رأسها السعودية. لطالما شهدت المواسم الدرامية حضورًا لأعمال سورية بإنتاج سعودي، لكن هذا الحضور تراجع بعد عام 2011. ومع هذه المرحلة الجديدة، يسعى قطاع الدراما إلى إعادة ترتيب أوراقه من خلال التعاون مع شركات الإنتاج.

تتعدد الآراء حول تأثير الاستثمارات السعودية على جودة الإنتاج السوري، ومجالات أخرى في صناعة الدراما، مثل التوزيع والتسويق، بالإضافة إلى تأثيرها على الوضع الاجتماعي والسياسي للفن السوري.

الفنان السوري وائل زيدان يعتقد أنه بعد انقطاع سوريا عن السعودية خلال سنوات الثورة السورية، تبدأ اليوم مرحلة جديدة مع عودة العلاقات بين البلدين، وترسم الاستثمارات صورة هذه العلاقة. ويرى أنه يجب على هذه الاستثمارات الاقتصادية أن تشمل كل القطاعات، بما فيها الفن والدراما، لأن الدراما يحكمها رأس المال، وذلك لخلق أعمال درامية بجودة عالية تعيد ألق المسلسلات السورية. وأضاف أن مساهمة رأس المال السعودي في الإنتاج الدرامي يمكن أن يفتح آفاق الإنتاج، ويؤثر على قطاع الإعلام أيضًا، من خلال ظهور قنوات تلفزيونية سورية عديدة.

الفنانة السورية سحر فوزي ذكرت أن الاستثمارات السعودية وشركات الإنتاج السعودية كانت تساهم في الإنتاج الدرامي السوري منذ سنوات طويلة، واليوم ينبغي عودة مجد ذلك الإنتاج. وأشارت إلى وجود تحضيرات سعودية لإطلاق خطة كبيرة تتعلق بالدراما السورية وإنتاجها، والتوقعات ترجح أن للاستثمارات السعودية دورًا كبيرًا في صناعة الدراما قريبًا.

بدوره، يرى الفنان السوري حسام الشاه أن دخول الاستثمار السعودي هو أمر منطقي وطبيعي، يعكس محبة الشعبين، خاصة أن هناك ثقافة مشتركة بين سوريا والسعودية، وما نشهده الآن هو مرحلة جديدة مع عودة العلاقات. وأضاف أنه منذ الثمانينيات، كانت هناك أعمال سورية من إنتاج سعودي، والآن يتوقع أن ينعكس هذا التعاون على مستوى الدراما المقدمة، عبر تركيز الاستثمارات على الدراما السورية.

الفنانة السورية ريم عبد العزيز ترى أن الدراما ما لم تجد رأس مال يدعمها، فاستمراريتها صعبة، والدراما السورية اليوم بحاجة إلى مستثمرين ومنتجين أقوياء ماديًا، يدعمون مسيرتها، ويقدمون ما يلزم للنهوض بها. وأضافت أن هناك "بوادر إيجابية" من الاستثمارات السعودية في سوريا على قطاع الدراما، ووجود شراكات سورية- سعودية في مجال الدراما والفن سيعيد إحياء الصناعة كما كان سابقًا.

يتوقع العاملون في قطاع الدراما أن يؤثر الانفتاح السياسي ودخول الاستثمارات على قطاع الدراما، ما يعني ظهور آثار الاستثمار بالدراما على الأعمال المقدمة سواء بالمضمون أو الأداء أو الإخراج والصورة الفنية.

وترى سحر فوزي أن دخول الاستثمارات السعودية وغيرها للدراما السورية سيؤدي إلى ضخ إنتاجي، وعندها ستتوفر النصوص المهمة، مما ينعكس على الممثلين وجودة الأداء المقدم. وتضيف أن هذه النقطة تعكس الحاجة إلى تجديد المحتوى الفني السوري ليواكب متطلبات الجمهور، ويوازي الإنتاجات الأخرى في المنطقة.

ويرى حسام الشاه أن دخول الاستثمارات السعودية يساعد في انتشار الدراما السورية بأسواق أكبر من خلال منصات البث الرقمية.

الناقد الفني عامر عامر اعتبر أن الانفتاح السياسي يشرع الباب أمام شركات الإنتاج العربية والأجنبية للاستثمار والتصوير في مناطق كثيرة من سوريا، مرجحًا ذلك لعدة مغريات، منها الانقطاع عن هذه المواقع لسنوات، والتكلفة والتقديرات المالية، وهذا سيصب في خانة الإنتاج وزيادة الميزانيات. وتطرق عامر إلى مسألة عودة الفنانين السوريين المهاجرين من ممثلين وكتاب ومخرجين، معتبراً أن وجودهم سيرجح الكفة لتقديم الدراما السورية نفسها بصورة أكثر إشراقًا مع رؤى مختلفة. واعتبر أن كل ذلك سيزيد من اتساع رقعة جمهور الدراما السورية، وباقتراب الأعمال من الواقع سيكون لمساحة النقد المجتمعي حضورها المهم والفاعل، وهو ما يزيد من محبة الناس للدراما من جديد.

مشاركة المقال: