الخميس, 6 نوفمبر 2025 11:56 AM

بصيص أمل لعودة الطالب العراقي رمزي إلى ألمانيا بعد ترحيله بملابس النوم

بصيص أمل لعودة الطالب العراقي رمزي إلى ألمانيا بعد ترحيله بملابس النوم

أثارت قضية ترحيل الطالب العراقي الكردي، رمزي عواط نبي، من مدينة شتوتغارت إلى العراق، استياءً واسعاً في ألمانيا. ولكن، يبدو أن هناك فرصة جديدة تلوح في الأفق، حيث قررت سلطات الهجرة الألمانية تخفيض مدة منعه من دخول البلاد من 30 شهراً إلى 3 أشهر فقط، مما يمهد الطريق لعودته بتأشيرة دراسية جديدة.

حتى بداية شهر آب/أغسطس، كان رمزي يدرس هندسة المباني المستدامة وتقنيات الطاقة في جامعة Hochschule Esslingen، ويعيش مع شقيقه الأكبر بلال في سكن طلابي بمنطقة فايهنغن في شتوتغارت. قبل أن تقتحم الشرطة غرفته ليلاً وتقوم بترحيله بشكل مفاجئ إلى العراق.

في إقليم كردستان شمالي العراق، استعان رمزي بمعارف له، ومن هناك أطلق حملة قانونية وشعبية للمطالبة بعودته إلى ألمانيا، بدعم من زملائه وأساتذته ومحاميه رولاند كوغلر، الذي أكد أن قرار تقصير فترة الحظر هو "اعتراف ضمني بخطأ الإجراء السابق"، خاصة بعد أن تمكن رمزي من تقديم بطاقة هوية بيومترية عراقية تثبت هويته بشكل قاطع.

وأوضح متحدث باسم بلدية شتوتغارت أن قرار السماح بإعادة النظر في قضيته جاء "بناءً على مستجدات جديدة أكدت هويته بصورة موثوقة"، مشيراً إلى أن الشكوك السابقة حول صحة وثائقه كانت السبب وراء عدم منحه إقامة ومن ثم تنفيذ الترحيل.

وبحسب القانون الألماني، يتحمل الشخص المُبعد تكاليف ترحيله بنفسه، وقدّر محاميه المبلغ بـ "عدة آلاف من اليوروهات"، لكن بفضل التبرعات التي جمعها أصدقاؤه ومؤيدوه، سيتمكن من تسديدها.

ومع ذلك، لا تزال هناك عقبة واحدة أمام عودته: الحصول على تأشيرة الطالب من القنصلية الألمانية في أربيل، والتي عادة ما تستغرق المواعيد فيها أكثر من عام كامل. وأوضح كوغلر أن هدفه الآن هو إقناع القنصلية بتسريع موعد رمزي "لأن جميع الوثائق والشروط جاهزة بالفعل".

رمزي، البالغ من العمر 24 عاماً، وصل إلى ألمانيا عام 2018 مع والديه وثمانية أشقاء بعد فرارهم من تهديدات تنظيم "داعش" وعدم الاستقرار في شمال العراق. وقد أكمل دراسته الثانوية في راينلاند-بفالز بتقدير ممتاز (معدل 1.5 في شهادة الأبيتور) قبل أن يبدأ دراسته الجامعية في شتوتغارت.

لكن خلافاً بين السلطات حول وثائق الهوية التي قدمها والده بعد وصول العائلة أدى إلى رفض طلبات الإقامة، وغادرت الأسرة لاحقاً إلى بريطانيا، فيما بقي رمزي وشقيقه الأكبر بلال في ألمانيا.

حصل بلال على حق الإقامة بعد تدخل لجنة الحالات الإنسانية في راينلاند-بفالز، بينما بقي ملف رمزي ضمن اختصاص شتوتغارت التي قررت ترحيله لعدم "تأكيد الهوية".

شهدت عملية الترحيل نفسها انتقادات واسعة، إذ أكد شهود أن الشرطة أخرجت رمزي من السكن الطلابي وهو ما يزال يرتدي ملابس النوم، بعد أن استغل الدقائق الأخيرة قبل نقله لمحاولة إقناع الضباط بأن أوراقه قانونية.

في حديثه من العراق، قال رمزي لـSWR: "كل ثانية هنا تمر عليّ وأنا أشعر بعدم الأمان. لا أصدقاء مقربين ولا عائلة. حياتي توقفت منذ لحظة الترحيل."

وقد أثار ترحيله ردود فعل سياسية وشعبية في ألمانيا، إذ قال السياسي الألماني جم أوزدمير (من حزب الخضر): "قضايا مثل قضية رمزي عواط نبي تثير الإحباط بحق، لأنها تُظهر أن من يتم ترحيلهم هم غالباً الأشخاص الذين اندمجوا بنجاح، بينما لا يتم التعامل بالصرامة نفسها مع الحالات الإشكالية."

في المقابل، دافع كليمنس ماير، نائب عمدة شتوتغارت، عن قرار الترحيل، قائلاً إن السلطات "تصرفت وفق القانون" لأن إثبات الهوية لم يكن ممكناً حينها.

ومع حصول رمزي على وثائق هوية جديدة، يأمل شقيقه بلال ورفاقه أن يتمكن قريباً من العودة إلى ألمانيا واستئناف دراسته: "نريد فقط أن يعود أخي ليُكمل ما بدأه، حياته توقفت ظلماً، وحان الوقت لإعادة تشغيلها."

مشاركة المقال: