دمشق – نورث برس – حذرت منظمة أطباء بلا حدود في تقييم حديث لها من استمرار التحديات وتزايد الاحتياجات الإنسانية في شمال وشرق سوريا. وأشار التقييم الذي أجرته المنظمة في شهر حزيران/يونيو إلى أن السكان في المنطقة يواجهون صعوبات متزايدة في الحصول على الرعاية الصحية والمياه والغذاء، وذلك بسبب التكاليف الباهظة، ونقص العيادات العاملة، وصعوبة التنقل.
ركز تقييم منظمة أطباء بلا حدود على محافظة الحسكة، حيث تحدث فريق المنظمة مع أكثر من 150 أسرة من السكان المحليين والنازحين. وكشف التقييم عن وجود عوائق شديدة أمام وصول السكان إلى الخدمات الأساسية، حيث أفاد 90% من المشاركين بأنهم اضطروا لتأجيل أو تجنب الحصول على الرعاية الصحية بسبب التكاليف المرتفعة للاستشارات والأدوية، بالإضافة إلى نقص المرافق الطبية القريبة أو العاملة، وصعوبات التنقل.
كما سلط التقييم الضوء على أن شح المياه يؤثر بشكل خاص على النساء، مما يعرضهن للإرهاق والتحرش والاستغلال. وأشار إلى الهشاشة الاقتصادية الواسعة النطاق، حيث يبلغ متوسط دخل الأسرة الشهري 150 دولارًا أمريكيًا، ويتراوح بين 15 دولارًا كحد أدنى و200 دولار كحد أعلى. وأوضح التقرير أن الغذاء غالباً ما يكون بعيد المنال للأسر ذات الدخل المنخفض، حيث أفادت 77% من الأسر التي شملها التقييم بنقص الغذاء عدة مرات في الشهر.
ودعت منظمة أطباء بلا حدود المانحين والوكالات الإنسانية والسلطات إلى زيادة التمويل والتنسيق لمنع المزيد من المعاناة. وفي هذا السياق، قالت مديرة برامج منظمة أطباء بلا حدود في شمال شرق سوريا، باربرا هيسيل: "لا تقتصر الأزمة في شمال شرق سوريا على النزاع فقط، فهي مرتبطة بالتآكل اليومي لقدرة الناس على النجاة بكرامة، وتؤكد هذه الأرقام على تدهور الوضع الإنساني".
تحرير: سعد يازجي