الجمعة, 7 نوفمبر 2025 01:13 AM

غياب بن سلمان عن افتتاح المتحف المصري الكبير: خلافات إعلامية أم تحالفات أمنية؟

غياب بن سلمان عن افتتاح المتحف المصري الكبير: خلافات إعلامية أم تحالفات أمنية؟

على الرغم من عدم وجود خلافات علنية في العلاقات الرسمية السعودية المصرية، إلا أن التنافس الإعلامي كان حاضرًا بقوة، خاصةً مع افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد الأكبر من نوعه في العالم والمخصص لحضارة واحدة، ويمتد على مساحة 490 ألف متر مربع بالقرب من أهرامات الجيزة.

في حفل الافتتاح، غاب قادة دول الخليج، واكتفوا بإرسال تمثيل أقل، على الرغم من تصريح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بأن الحدث سيشهد مشاركة ملوك وملكات وأولياء عهد وأمراء من البحرين، وسلطنة عمان، والإمارات، والسعودية.

أرسلت الرياض وزير ثقافتها بدر بن عبدالله بن فرحان، بينما أثيرت تساؤلات حول غياب الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، والشيخ محمد بن زايد، رئيس الإمارات، رغم العلاقات الجيدة مع القيادة المصرية. في المقابل، حضر قادة غربيون، مما أثار أهمية دعم الدول العربية لبعضها البعض في مثل هذه المناسبات.

كان التمثيل الإماراتي أعلى من السعودي، بحضور خالد بن محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي.

تزايدت التساؤلات حول الغياب الخليجي، خاصةً مع توجيه دعوات رسمية للقادة، بالإضافة إلى دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (الذي لم يحضر)، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (الذي لم يحضر)، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان (الذي لم يحضر)، بينما حضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومثلت الأردن الملكة رانيا العبدالله.

سبق ذلك غياب الأمير بن سلمان والشيخ بن زايد عن قمة شرم الشيخ في أكتوبر الماضي، للتوقيع على وثيقة وقف إطلاق النار في غزة، بموجب خطة الرئيس ترامب، مما عزز التكهنات بتعمق الخلافات بين مصر من جهة، والسعودية والإمارات من جهة أخرى.

علق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، على افتتاح المتحف عبر منصة إكس، قائلاً: "لو استمر الإخوان في حكم مصر…لما اُفتتح متحف بهذا المستوى الرفيع".

تُطرح تساؤلات حول ما إذا كانت العلاقات المصرية السعودية الإماراتية ستتراجع لصالح التقارب مع قطر، خاصةً مع اهتمام السلطات القطرية بالسماح لتجمّع أعداد كبيرة من الجالية المصرية في ساحة "دي كتارا" لمشاهدة الاحتفالية مباشرةً.

ساحة "دي كتارا" هي أهم ساحة في الدوحة، وكانت قطر وإعلامها قد شنّوا حملات إعلامية ضد نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد إطاحته بنظام الإخواني محمد مرسي.

في الوقت نفسه، أُعلن عن توقيع مصر شراكة استثمارية مع شركة الديار القطرية لتنمية منطقتي سملا وعلم الروم بمرسى مطروح باستثمارات تتخطى 29.7 مليار دولار.

يبدو أن هناك تقاربًا قطريًا مصريًا لافتًا، رغم غياب الأمير تميم بن حمد عن حفل الافتتاح، وإرسال الدوحة وزير الثقافة.

بينما تملأ الدوحة الفراغ السعودي في مصر، تبدو الرياض غير مهتمة بالاستثمار، حيث صرح وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب بأنها "تركز على إضافة المزيد من المساحات الفندقية المحلية"، مؤكدًا أنها "لم تقرر بعد ما إذا كانت ستستثمر في منطقة مطلة على البحر الأحمر في مصر".

قرأت الصحافة السعودية تصريحات وزير السياحة السعودي بأنه التزام بسياسة التأنّي ودراسة الجدوى قبل الاستثمار، في ظل تقلبات الأسواق.

ظهر الخلاف السعودي المصري الصامت على لسان رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ، الذي وجه انتقادات قرأها المصريون أنها موجهة لبلادهم.

ردت القاهرة بإعادة مكانة الممثل محمد سلام، الذي انتقد إقامة موسم الرياض أثناء حرب غزة، وذلك من خلال إظهاره خلال احتفالية "وطن السلام" بحضور الرئيس السيسي، بعد حرمانه من المشاركة في أعمال فنية مصرية ذات إنتاج سعودي.

أما العلاقة المصرية مع الإمارات، فقد فرض البنك المركزي المصري غرامة مالية على بنك (أبوظبي الأول– مصر).

مع هذه المواقف، عادت للواجهة فتوى قديمة لمفتى السعودية صالح الفوزان حول زيارة "الآثار الفرعونية".

يتساءل الفوزان: "هل يجوز زيارة الآثار الفرعونية في مصر ورؤية المومياوات الفرعونية المحنطة هناك؟".

يجيب الفوزان: "ماهي الفائدة منها؟ إن كان الفائدة الاعتبار والاتعاظ والخوف من الله عز وجل فلا بأس، إما أن كان المقصود التفرج والتنزه أو تعظيم هؤلاء على أنهم أصحاب حضارة وأصحاب قدرة والثناء عليهم فهذا لا يجوز".

ذكرت دار الإفتاء المصرية أن دراسة تاريخ الأمم السابقة والتعرف على علومهم وفنونهم يدفع الإنسانية إلى التقدم العلمي والحضاري.

في الإعلام، لا تبدو العلاقات المصرية السعودية في أفضل أحوالها، لكن اللواء أحمد خليفة، رئيس أركان القوات المسلحة المصرية، اختتم زيارة رسمية إلى السعودية، عُقد خلالها الاجتماع الحادي عشر للجنة التعاون العسكري المصري السعودي، برئاسة مشتركة مع اللواء فياض بن حامد الرويلي.

وصف تقرير نشره موقع "ناتسيف نت" الإخباري العبري هذا الاجتماع بأنه قد يعيد رسم خريطة القوة جنوب إسرائيل.

التساؤل المطروح: أيهما يعكس حقيقة العلاقات.. المناكفات الإعلامية أم الاجتماعات العسكرية التي تُقلق إسرائيل؟

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم

مشاركة المقال: