الأحد, 9 نوفمبر 2025 01:14 AM

قلق متزايد بين السوريين في ألمانيا من شبح الترحيل

قلق متزايد بين السوريين في ألمانيا من شبح الترحيل

في شارع زوننآليه المعروف بـ«شارع العرب» في برلين، يتبادل الشبان السوريون، بصوت عالٍ هذه المرة، مخاوفهم بشأن الترحيل إلى سوريا. وبينما يحتسون القهوة العربية ويتناولون الكنافة، يعيشون حالة من التوتر والقلق حول ما إذا كانت ألمانيا ستبدأ فعلياً في ترحيلهم.

قضية ترحيل السوريين أصبحت حديث الساعة في ألمانيا، وتصدرت الأخبار منذ زيارة وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إلى دمشق. فبعد جولته في حرستا، صرح بأنه لا يتوقع عودة كبيرة للاجئين السوريين بسبب الدمار الهائل الذي حل بالبلاد. إلا أن تصريحاته أثارت جدلاً واسعاً، خاصة داخل الحزب «المسيحي الديمقراطي» الذي انتقد الوزير.

المستشار فريدريش ميرتس كان من أوائل المنتقدين، معتبراً أن تصريحات فاديفول كانت وليدة اللحظة ومتأثرة بالمشاهد التي رآها. وأضاف أن سبب منح اللجوء للسوريين قد زال بسقوط بشار الأسد، وأنه لا يوجد مانع من عودتهم للمساهمة في إعادة الإعمار. وأكد أنه يمكن ترحيل من يرفض المغادرة.

تصريحات ميرتس لاقت ترحيباً داخل الحزب المحافظ، الذي أعلن أيضاً عن دعوة محتملة للرئيس السوري أحمد الشرع لزيارة ألمانيا لمناقشة أوضاع اللاجئين. وزير الداخلية ألكسندر دوربينت يدعم هذا التوجه، ويدعو إلى ترحيل السوريين، بمن فيهم المدانون بجرائم وغيرهم، خاصة الشبان الذين وصلوا بمفردهم ويُعتبرون «خطراً أمنياً».

حزب «البديل من أجل ألمانيا» يطالب بسحب صفة اللجوء عن جميع السوريين، معتبراً أن الحرب انتهت ولم يعد هناك خطر على العائدين. واستغل الحزب قضية اعتقال لاجئ سوري بتهمة الإرهاب لتبرير سياسته الداعية إلى ترحيل جميع السوريين. حتى أن أعضاء في الحزب، مثل ميغيل كلاوس، أطلقوا حملات تدعو السوريين للعودة إلى بلادهم.

يبدو أن المستشار وبعض السياسيين يتبنون سياسة متشددة تجاه ترحيل السوريين، على الرغم من تأكيد ميرتس أن الترحيل لن يشمل المندمجين في المجتمع والعاملين الذين يدفعون الضرائب. ويسعى وزير الداخلية لعقد اتفاق مع الحكومة السورية لبدء ترحيل المدانين بجرائم، مع التأكيد على أن الترحيل لن يقتصر عليهم.

على أرض الواقع، يبدو أن العديد من السوريين ينتظرون مصيرهم بـ«عدم مبالاة». البعض يقول إنه مستعد للعودة إذا أُجبر على ذلك، بينما يرى آخرون، خاصة المندمجين في سوق العمل، أن العودة شبه مستحيلة. ليانا دحدوح، التي افتتحت مقهى «لوز» في برلين، تعتبر العودة مستحيلة بعد أن تمكنت من بناء حياة جديدة في ألمانيا.

قصة ليانا تتكرر بين السوريين في برلين، حيث يواجه الكثيرون صعوبة في اتخاذ قرار العودة، خاصة مع منع الحكومة الألمانية لحاملي اللجوء والإقامة المؤقتة من زيارة سوريا، وإمكانية فقدان حق اللجوء في حال ثبوت الزيارة.

حتى الآن، لا يمكن ترحيل السوريين إلى سوريا بشكل عام، إلا أن قراراً من محكمة في دوسلدورف قد يشكل سابقة. فقد سمحت المحكمة بترحيل سوري يبلغ من العمر 46 عاماً وابنه البالغ من العمر 26 عاماً، معتبرة أن حياتهما ليست في خطر في دمشق واللاذقية، وأن مستوى العنف منخفض هناك.

وبحسب وزارة الداخلية، صدرت أوامر ترحيل بحق 920 سورياً من أصل أكثر من 950 ألفاً دخلوا البلاد منذ عام 2015. وحتى تتضح معالم الاتفاق بين الحكومتين الألمانية والسورية، ستبقى المخاوف من الترحيل هي الشغل الشاغل للشبان السوريين في «شارع العرب».

مشاركة المقال: