الأحد, 9 نوفمبر 2025 10:23 AM

سوريا والتحالف الدولي: جهود موحدة لمكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار الإقليمي

سوريا والتحالف الدولي: جهود موحدة لمكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار الإقليمي

تتزايد المؤشرات على المستويين الدولي والإقليمي حول إمكانية انضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي. هذه الخطوة من شأنها أن تعيد لسوريا مكانتها في التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، وتفتح آفاقًا جديدة لتوحيد الجهود الأمنية والعسكرية في المنطقة.

يرى مراقبون أن هذا المسار، في حال تثبيته، سيمثل منعطفًا هامًا يعزز شرعية مؤسسات الدولة السورية، ويكرس دور الجيش العربي السوري كشريك رئيسي في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وذلك ضمن مقاربة تحترم السيادة وتنسق مع الأطراف الإقليمية الفاعلة.

إن انخراط سوريا في الجهد الدولي لمكافحة الإرهاب سيمنح أبعادًا جديدة للتعاون الأمني والعسكري، وسيساهم في تعزيز قدرات الجيش العربي السوري في مجالات التدريب والتجهيز وتبادل الخبرات. يؤكد خبراء أن مكافحة الإرهاب يجب أن تتم عبر مؤسسات الدولة الوطنية، وليس من خلال ترتيبات موازية، مما يسهم في استعادة وحدة القرار والسيطرة على كامل الأراضي السورية، ويعزز ثقة المجتمع الدولي بالدولة السورية كركيزة للاستقرار الإقليمي.

يشير محللون إلى أن تعزيز الدور المركزي للدولة السورية ضمن التحالف الدولي يساهم أيضًا في وضع حد لأي مشروعات أو نزعات انفصالية، من خلال ترسيخ حضور الدولة في كل المناطق السورية، وإعادة توحيد الجهود الوطنية تحت مظلة المؤسسات الرسمية. يُنظر إلى هذا التطور على أنه خطوة ضرورية لإعادة ترميم النسيج الوطني وتعزيز الهوية الجامعة للسوريين، بما يضمن استقرارًا دائمًا ويمنع تكرار حالات الفرز أو الانقسام التي أضعفت الدولة خلال السنوات الماضية.

في هذا السياق، برزت تصريحات نائب وزير الخارجية التركي سفير أنقرة لدى دمشق، نوح يلماز، والتي أكد فيها استعداد بلاده لـ "تسخير إمكانياتها لدعم الحكومة السورية بإعادة بناء الدولة وتحقيق الاستقرار"، مشيرًا إلى أن أنقرة تعمل على إنشاء آليات تنسيق إقليمي لمناقشة القضايا الأمنية المشتركة. وأوضح يلماز أن بلاده على استعداد لتقديم الدعم بإعادة بناء وهيكلة الجيش العربي السوري، وأن عددًا من العسكريين السوريين يتلقون تدريبات في تركيا، ضمن تعاون أوسع تشارك فيه دول عربية أخرى، بينها السعودية، بهدف تشكيل منظومة إقليمية متكاملة لمكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

يرى محللون أن هذا الانفتاح المتبادل يعبّر عن تحول تدريجي نحو مقاربة جماعية لمواجهة الإرهاب وإعادة بناء الدولة السورية، بما يعزز فرص الاستقرار ووحدة الأراضي السورية، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي القائم على احترام السيادة وتكامل الجهود. وبذلك، فإن أي خطوة في اتجاه انضمام سوريا إلى التحالف الدولي تمثل تطورًا استراتيجيًا يرسّخ دور الجيش العربي السوري كركيزة أساسية في حماية الأمن الوطني والإقليمي، ويؤسس لمرحلة جديدة عنوانها الاستقرار والتكامل الإقليمي.

الوطن

مشاركة المقال: