الإثنين, 10 نوفمبر 2025 10:53 PM

زيارة تاريخية للرئيس الشرع إلى واشنطن: آفاق جديدة لسوريا في الساحة الدولية

زيارة تاريخية للرئيس الشرع إلى واشنطن: آفاق جديدة لسوريا في الساحة الدولية

تشهد الدبلوماسية السورية منعطفًا تاريخيًا بوصول الرئيس أحمد الشرع إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. تُعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس سوري منذ استقلال البلاد عام 1946، وتحمل دلالات سياسية عميقة، وتعكس مرحلة جديدة من عودة سوريا كدولة فاعلة دوليًا.

تأتي هذه الزيارة في أعقاب مواقف أمريكية إيجابية تجاه سوريا، تميزت بالانفتاح والرغبة في الشراكة، وذلك بفضل نجاحات الحكومة السورية في سياستها الداخلية والخارجية. ترى واشنطن الآن في دمشق شريكًا أساسيًا في تعزيز استقرار المنطقة.

الرئيس الشرع يلتقي ترامب في واشنطن

وصل الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن في زيارة رسمية قادمًا من البرازيل، حيث شارك في قمة المناخ “COP30” في مدينة بيليم. التقى خلال القمة عددًا من رؤساء الدول والحكومات وممثلي المنظمات الدولية.

من المقرر أن يبحث الرئيس الشرع مع الرئيس ترامب ملفات مهمة، على رأسها رفع العقوبات عن سوريا وجهود مكافحة الإرهاب. هذا اللقاء هو الثالث بين الرئيسين، بعد لقاءين سابقين في الرياض في أيار الماضي، وفي نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي.

“قانون قيصر” ومفتاح التعافي الاقتصادي

تتضمن زيارة الرئيس الشرع ملفات متنوعة، وتكتسب أهمية خاصة في سياق إنهاء العقوبات المفروضة على سوريا، وعلى رأسها “قانون قيصر”، الذي أثر سلبًا على الاقتصاد السوري وعرقل إعادة الإعمار.

أكد الرئيس الشرع خلال لقائه بالمنظمات السورية في واشنطن أن “العقوبات في مراحلها الأخيرة، وعلينا متابعة العمل لرفعها”، مشددًا على حاجة سوريا لجهود أبنائها في الداخل والخارج لإعادة إعمارها.

كان الرئيس ترامب قد أصدر أمرًا تنفيذيًا في 30 حزيران الماضي لإنهاء برنامج العقوبات على سوريا، مع الإبقاء على العقوبات الفردية على بشار الأسد ومعاونيه ومنتهكي حقوق الإنسان. بدأت بعدها خطوات إلغاء “قانون قيصر” بالتصويت عليه في مجلس الشيوخ في 10 تشرين الأول الماضي، ويحتاج الآن إلى تصديق مجلس النواب وتوقيع الرئيس لإلغائه رسميًا.

منذ توليه الرئاسة، أولى الرئيس الشرع اهتمامًا خاصًا بالاقتصاد، مؤكدًا أن الأمن والاستقرار لا يتحققان إلا عبر التنمية، وذلك من خلال استعادة مكانة سوريا كوجهة استثمارية رئيسية في المنطقة.

إن وصف إنجازات الدبلوماسية السورية الأخيرة بـ “التاريخية” ليس مبالغة، بل يعكس التحول العميق الذي تشهده البلاد. سوريا، التي عانت من الحرب والنزوح، تعود اليوم لتقديم نموذج دبلوماسي فاعل يرسخ لشراكات استراتيجية وتنموية، ويعيد لها حضورها ومكانتها بين الأمم. هذه الإنجازات تستحق أن توصف بأنها تاريخية لما تتركه من أثر بالغ على سوريا والمنطقة.

مشاركة المقال: