الخميس, 6 نوفمبر 2025 12:51 PM

هولندا: سجن لاجئ سوري 18 عاماً لقتله زوجته أمام أطفاله في جريمة مروعة

هولندا: سجن لاجئ سوري 18 عاماً لقتله زوجته أمام أطفاله في جريمة مروعة

قضت محكمة س-هيرتوخيمبوش الهولندية بسجن محمد. ب، وهو لاجئ سوري يبلغ من العمر 51 عامًا من بلدة ميرلو، لمدة ثمانية عشر عامًا. جاء الحكم بعد إدانته بقتل زوجته طعنًا بالسكين في جريمة وصفتها المحكمة بأنها "مجزرة مروّعة" شهدها أطفاله الأربعة الصغار.

وقعت الجريمة في مارس الماضي نتيجة شجار عائلي عنيف بين الزوجين، فقد خلاله محمد. ب السيطرة على نفسه ووجه لزوجته حوالي ثلاثين طعنة أدت إلى وفاتها في الشارع أمام منزل العائلة. وأصيب الأطفال الأربعة بجروح أثناء محاولتهم الدفاع عن والدتهم.

أكدت المحكمة في حيثيات حكمها أن ما حدث كان "عملاً وحشيًا نُفّذ أمام أعين الأطفال"، مشيرة إلى أن الآثار النفسية لهذه الحادثة ستكون عميقة وطويلة الأمد على الأبناء.

يذكر أن محمد. ب قد فر من سوريا في عام 2021 ولجأ إلى هولندا بحثًا عن الأمان بعد الحرب، قبل أن تلتحق به زوجته وأطفاله قبل الحادثة بأربعة أشهر فقط. وبحسب تقارير وزارة العدل الهولندية، كانت الزوجة قد أبدت رغبتها في الانفصال والطلاق، وهو ما لم يتقبله الزوج، مما أدى إلى تصاعد التوترات داخل الأسرة.

وذكر موقع NOS الهولندي أن المتهم حاول خلال جلسات المحاكمة الدفاع عن نفسه مدعيًا أن زوجته هاجمته بسكين، وأنه تصرف دفاعًا عن النفس. إلا أن المحكمة رفضت هذه الرواية بناءً على شهادات الأطفال وتقارير الطب الشرعي، التي أثبتت أن الضحية تلقت طعنات متكررة في أماكن مختلفة من جسدها. وألقت الشرطة القبض على محمد. ب بعد وقت قصير من الجريمة، بينما كان يحاول الفرار حاملاً حقيبة سفر، تاركًا أطفاله في حالة صدمة.

وكانت النيابة العامة قد طالبت بسجنه خمسة عشر عامًا بتهمة القتل غير العمد، لكن المحكمة شددت العقوبة إلى ثمانية عشر عامًا نظرًا لبشاعة الجريمة وتأثيرها على الأطفال. كما ألزمت المحكمة الجاني بدفع تعويض مالي قدره 142 ألف يورو لأطفاله الأربعة، من بينهم طفلة تبلغ من العمر ست سنوات أصيبت بندبة دائمة في ذراعها أثناء محاولتها حماية والدتها.

وتعيد هذه الحادثة تسليط الضوء على قضية العنف الأسري بين اللاجئين والمهاجرين، وما يواجهه بعضهم من ضغوط نفسية وثقافية أثناء التكيف مع بيئة جديدة. وتشير تقارير منظمات الرعاية الاجتماعية في هولندا إلى أن الخلافات العائلية الحادة تنشأ أحيانًا بسبب صعوبات الاندماج واختلاف القيم الاجتماعية بين أفراد الأسرة بعد الانتقال. وتعمل السلطات الهولندية حاليًا على تعزيز برامج الدعم النفسي والاجتماعي للأسر اللاجئة، في محاولة للحد من تكرار مثل هذه المآسي التي تهز الرأي العام المحلي.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: